لقاء الرحيل لسمو الرئيس!!
قرأت قبل يومين لقاء صحفي منشور في صحيفة الراي لسمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك وكان اللقاء مطولاً وفيه حشو من الكلام الذي لا يطبق على أرض الواقع كقوله: “الوزير اللي ما يشتغل يقعد في بيته” وعندما قرأت هذه الإجابة منه على سؤال في اللقاء ابتسمت وقلت في نفسي متى تطبق ذلك يا سمو الرئيس وتجلس في بيتك؟ أعتقد أن اللقاء ما هو إلا لقاء ما قبل الرحيل ومحاولة بائسة وأخيرة لتجميل صورة الرئيس إعلامياً ويذكرنا في خطاب “حسني مبارك” الأخير فسمو الرئيس خرج في لقاء على أمل التجديد له؛ لأن كل المؤشرات تقول بأنه مع مطلع عام 2015 لن يكون هناك حكومة يرأسها الشيخ جابر المبارك؛ لأن الفشل كان حليفاً له في جميع حكوماته وحتى هذه اللحظة، وللأسف ما زال سموه يعتقد بأن نجاح واستمرار الحكومة يحدث من خلال توازنات سياسية وترضيات لأطراف متنفذة ومستشار ليبرالي يضعه الرئيس على يمينه وآخر إسلامي يضعه على شماله لكي تستمر “سفينة الحكومة” ولو على انقاض الفشل، والحقيقة أن الاستمرار في رئاسة الحكومة يأتي من خلال النجاح على أرض الواقع في تحقيق ملف تنمية البلد ومواجهة الفساد على جميع الأصعدة وهو ما لم ينجح به سمو الرئيس رغم كل الإمكانيات والامتيازات الاستثنائية التي حصل عليها سموه، فجميعنا يعرف أن البرلمان الحالي ضعيف جداً وتحت بشت الرئيس ومطواعاً له في كل شاردة وواردة ولا يحاسبه؛ بل على العكس من ذلك حيث شطب هذا “المجلس المطواع” استجوابات قُدمت له بأغلبية ساحقة ورغم ذلك فشل سموه ولم يستفد من هذا البرلمان من أجل تحقيق التنمية والجميع أصبح يشعر أن وجود سموه على كرسي رئاسة الوزراء سيزيد الكلفة على المال العام وأصبح الجميع متيقن أن المال العام في خطر خصوصاً بعد تراجع أسعار النفط، وكذلك تقارير ديوان المحاسبة التي تشهد على سرقات بالمليارات من المال العام في عهد جابر المبارك، وهو مع ذلك لم يستطع الحد من تلك السرقات بصفته رئيس سلطة تنفيذية والمسؤول الأول عن حماية المال العام، وأعتقد أن النظام بدأ يشعر أن وجود المبارك له كلفة سياسية عالية من شأنها أن تهز رصيد التأييد الشعبي خصوصاً في ظل تزايد التذمر والاستياء الشعبي من حال البلد ككل في عهد الرئيس المبارك الذي لم يشهد أي إنجاز حكومي إلا “يا كويت عزج عزنا”.
**
رسالة أخيرة نغلفها بسؤال إلى سمو الرئيس: أثناء عملية سحب الجناسي كانت هناك معلومات تتردد بأنك كنت تقف ضد سحب الجناسي من السياسيين، وفي لقائك قلت: بأن سحب الجناسي مستمر ولن يتوقف؟! هل بالإمكان أن يعرف الشعب لماذا تغير موقف سموكم فجأة وبلا مقدمات؟ مع رفضي لهذا الاجراء ككل!
نغزة:
أحد أسباب رحيل حسني مبارك من رئاسة مصر هو سطوة ابنه جمال! والحر تكفيه الإشارة؟
**
عمر الدميثة – كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @Oaldumeatha