صدام .. حامي البوابة الشرقية ..!
يختلف معي من يختلف في ذلك لا يهم، الأهم أنها الحقيقة .. علماً بأن الحقيقة لا جدال فيها وهي واضحة للجميع حتى من يختلف معها، فبعض من يختلف معها يختلف لأغراض شخصية أو أياً كان الغرض .. لست ممن يقدس هذا المتغطرس الذي يدعى “صدام” ولكن لو راجعنا المنطقة منذ لحظة سقوطه إلى الآن لوجدنا الآتي: تمادي القوات الإيرانية لمحيطها العربي حيث أدى ذلك لتآكل الأنظمة العربية الديكتاتورية وتراجعها بشكل موجع لدرجة أن المد الإيراني وصل لعقر دار عروبتنا “القاهرة” ..!
لو كان صدام إلى هذه اللحظة معنا لاختلفت أمور كثيرة، فحينها لن تكون إيران بهذه “العضلات المهشمة” ولكانت حينها فأر يقتات على بقايا ثغرات البوابة الشرقية ـ أتحدث طبعاً عن النظام الإيراني مع احترامي للشعب الإيراني العريق وحضارته ولكن الحديث هنا عن نظام ديكتاتوري يستغل الدين ـ .. مع اختلافنا مع المقبور ولكن الحق ظاهر ومنشور، وجود صدام حسين في السلطة حتى اللحظة سد منيع لكل هذا المد، وهذا ليس كلامي فحسب؛ بل هو كلام كثير من السياسيين والمتعمقين بهذا العالم وأولهم بعض القيادات السياسية.
مشهد سياسي جميل حينما ترى بقاء صدام على رأس السلطة ويسقط النظام الإيراني ثم يُسقِط الشعب العراقي الشقيق صدام من قمة الهرم إلى القاع، فأنا من عشاق سقوط الرؤساء والملوك من الشعوب لا من التدخلات الأجنبية، فسقوط الحاكم من الداخل إهانة له أعظم من إهانته من الخارج وانتصار للشعب بعكس التدخل الخارجي والذي يعتبر أكبر هزيمة ..!
مروراً بالعشر سنوات الأخيرة، أعي وأعلم بأن هناك أنظمة تحسرت على سقوط نظام صدام في ذلك الوقت، فسقوطه أدى إلى توجه شعوب تلك الدول للسياسة والمطالبة بحرياتها كاملةً وفق ديمقراطية حقيقية كاملة تتيح للشعب ممارسته سلطاته وفق الحق الذي لابد أن يتمتع به، علاوةً على التدخلات الخارجية الأخرى في هذه الدول من دول مجاورة تستغل الدين باختلاف مذاهبه، حتى صارت هذه الدول فريسة بين فكي أسدين جائعين ..!
أعي كذلك بأن بعض كبار السياسيين ما زالوا يرددون: “صدام .. حامي البوابة (…)”، ولتعلموا بأنه ليس كلامي أنا وشكراً ..!
**
نبرة:
ـ الأمس لا يعود واليوم “مجهول” والمستقبل “وين رايحين”؟!
محمد العراده ـ رئيس تحرير صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @malaradah