التيار الليبرالي الكويتي إلى الانهيار!
لطالما ترنمنا بالأجيال القديمة التي تنادي باسم الحرية والديمقراطية حتى التف حولها الجميع وآزرها وشد على يدها وأوصلها وحققت له ما حققت من إنجازات في “كويت الماضي”، ولكن ما الذي تغيّر؟ هذا هو السؤال الذي يطرحه من يشاهد الساحة السياسية عن قرب، وسأروي لكم ما الذي تغير بكل اختصار:
باع التيار الليبرالي وحدة الوطن بسلعة العنصرية، فصار الليبرالي القبلي لا يحب الليبرالي الحضري، والليبرالي الشيعي يبغض الليبرالي الناصبي السني! والعكس، والليبرالية لا تفكر في الأفكار وإنما بآخر أزياء الموضة وروائح الجنس الفرنسية! والليبرالي الرجل لا يتيح للمرأة فرصتها إلا بالكتابة!
اشترى التيار الليبرالي حقائب المناطق الداخلية وباع حقائب الرابعة والخامسة وكأن الليبرالية حكراً على ثلاث دوائر، أما ليبرالي الرابعة والخامسة فاشترى سيل التيار وسار معهم مستخدماً تقياه للوصول لمآربه ووصل بقلب ليبرالي وهيئة شبه إسلامية!
احتُكِرَت الليبرالية على رموز انتهت حتى صار يطلق على الليبراليين الجدد، “الناعمون الجدد” لأن قضاياهم فراشية أكثر مما هي قضايا محورية فكرية تتحدث عن لب العقل، وصار الليبراليون لا يتحدثون عن إنجازاتهم ـ كالعرب تماماً ـ ولكنهم يجيدون البكاء على أطلال الماضي بكل كسل!
أصبحت بعض التجمعات الليبرالية الجديدة مراتع للتعارف الشبابي وبناء العلاقات الغرامية لمناقشة الأفكار الممزوجة بالقبل والشموع، وضاعت العقول بين كلمات سابقة وقبلات لاحقة دون أي تفكير!
احتوت الدائرة الليبرالية على مزيج من الملحدين والعلمانيين وغير العقلاء والحمقى دون أن يصرحوا بذلك، وبذلك تدنى مستوى الليبرالية أمام المتابع وصارت مجرد هبّة، وكوب من “ستار بكس” وسخرية من المتدينين!
**
إن استمرت الليبرالية في الكويت بهذا الطريق فلن تستمر إلى الأبد، وستموت بعد فترة آخر ملامحها وهي الديمقراطية عن عمر يناهز عقود صغيرة بسبب حماقة البعض واختزال الحرية على البعض وتقديس البعض.
تنويه: كل ما أعلاه يسبقه الأغلب وليس البعض؛ فالأغلب شريحة أكبر والبعض قد تصل إلى 50 %، وليغضب من يغضب.. فالليبرالية ليست كأس وليالي حمراء وموضة وأزياء.. هذه ليبرالية العرب الماجنة والتي لا نريدها في عالم الديمقراطية المعاصر.
**
محمد العراده ـ رئيس تحرير صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @malaradah