قلم الإرادة

“الأخ” نعمة أم نقمة؟!

“أخ”, كلمة يرددها الكل لحظة الألم وكم منا يذكرها ويقولها يومياً, هي عميقة المعنى وتتعدى شعور الوجع, هي استنجاد لا إرادي تلقائي بالأخ, كلمة أخ منسوبة للألم وهي سلاح ذو حدين, قد يكون الدواء للألم أو الألم بذاته, كيف؟!!

 

مما نقرأه و نراه و نسمعه أو حتى نعيشه لهو شيء محزن مكدّر, ما الذي يجري في وقتنا هذا؟ّ أين الأخ الرحوم, الكريم, الحنون, السند, الذي قرأنا عنه في قصص الأولين وقصص ذاك الزمان, زمن النخوة وليالي الحلمية؟ّ! هل كل ما سبق كان وهم أم تغيروا البشر؟!, نسمع كثيراً أن الود بين الأخوة شبه منعدم والدليل آلاف القضايا في بيت العدل بين الأخوة والأخوات, قد تكون قضايا حقيقية لاسترداد الأخوات حقوقهن, غيرها تمزق علاقة الأخوة.

 

ولو نعود إلى زمن الطفولة سنجد كيف كان الأخ والأخت تجمعهم علاقة حميمة, نخوة الأخ, فزعته عند الشدائد, أساس فطري نابع من التربية الصحيحة تمتد لآخر العمر, أما الأسرة التي تعاني من سوء التربية منذ الطفولة قد تكون بسبب تعدد الزوجات

أو طريقة التربية هي الأساس منذ البداية فبواسطة الوالدين يمكن أن تنجح العلاقات بين الأبناء ويمكن أن تفشل ولكن من الملاحظ أن الفشل هو المسيطر الدائم في التربية العنصرية هذه الأيام تستمر ببناء الحاجز المتين الى ما لا نهاية فلا يملأ قلب الأخ سوى الحقد والكره لأخوته!!!!!!

 

وبالتالي الحزازات بين الأخوة والأحقاد والغيرة والمؤمرات والكيد من الصغر بين بعضهم البعض كل هذا يروي شجرة الجفاء والقسوة إلى أن تمتد جذورها إلى عدة أجيال. أجتهد بتوضيح وجهة نظر, خلاص يكفينا عناد و جفاء وطمع وتسلط,, أيها الأخ: الأخت ليست شماعة الأوامر لتنفيذ ما يطلبه المجتمع وغرورك (لا تطلعين, لبسج مو عاجبني, لا تسوين, لا لا لا) ويكون آخر همك إن كانت بحاجة لشيء, ينقصها شيء أساسي, في مشكلة ما تحتاج لمن يسندها, أختك ليست (فشلة) العادات والتقاليد المتخلفة هي (الفشلة)! هي تلجأ لك لأنها تجد الأمن والأمان فيك, فلا تكن أنت لها المشكلة وأنت سبب عدم أمانها.

 

من منا لم يرى أو يسمع عن بنت متفوقة ناجحة ولها مستقبل واعد لكنها محاصرة بأخوة ديكتاتورية فاختارت الهروب إلى أول من يطرق الباب لطلب يدها و لو كان سيء؟! هربت من جبروت أخ متسلط متعسف ممزوج بوسوة ((كيدهين عظيم)) بدلاً من أن يأخذ بيدها وإيصالها إلى حياة هي ترغب أن تجد نفسها فيها من دراسة وعلم و تحقيق حلمها وألا تصل إلى نفق مظلم مما يجعلها تتخبط في أخذ القرار فقط للهروب من أخ مرير.

 

اعلم أيها الأخ أن هناك بعض الأخوات ما زالت دموعهن تنزف حسرة وألماً على قرارات اتُخذت بعجالة دون تحكيم للعقل والسبب أنت أيها الأخ الأرعن وغرورك السلبي.

 

أَخوكَ أَخوكَ مَن يَدنو وَتَرجو    مَوَدَّتَهُ وَإِن دُعِيَ اِستَجابا

إِذا حارَبت حاربَ مَن تُعادي    وَزادَ سِلاحُهُ مِنكَ اِقتِرابا

يواسي في الكَريهةِ كُلَّ يّومٍ      إِذا ما مُضلِعُ الحَدَثانِ نابا

 

احتووا أخواتكم كونوا لهن أصدقاء والملجأ الأول وطوق النجاة, وكما بدأنا, عند الألم نتلفظ بكلمة “أخ”.

 

**

 

أنوار المتروك ـ كاتبة في صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @milkybar_am

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى