قلم الإرادة

مخالب غاضبة !

   تنافس بشراسة ! حددت لها هدف وقطعت وعداً على نفسها ألا تتنازل عنه ! كُثُر هم من يقفون إلى جانبها, يساندونها, يعززون موقفها, ترى العالم “هي فقط” بجبروتها, قوتها , صرامتها, ثباتها على موقفها رغم المعارضين الذين مع الوقت رفعوا الراية البيضاء لها لتصب لصالحهم ..

 

لدي قناعة .. من يكون أقصى طموحها هو منافسة الرجل لإثبات أفضليتها عليه, إنها قادرة بدونه, إنها مساوية له .. فهي إنسانة خالية من الطموح !

 

اشتقت لتلك الأنثى الخجولة, تخاف انكسار أظافرها, اتساخ ملابسها, الجو الحار يعذبها, حياءها يمنعها من مناظرة الرجال, رقتها تحول دون علو صوتها أمام الرجال, تخاف تواجدها بين الرجال بلا أخ أو أب أو حتى صديقة ترافقها …!

 

خُلقنا ذكر وأنثى, لكلٍ حقوق وواجبات تجاه الآخر وتجاه نفسه, لكل هدف من وجوده, لم نخُلق جنس واحد لندّعي المساواة  !

 

أنا أنثى, رقيقة ناعمة قوية بطموحي وقيمي ومبادئي وأخلاقي, ارتديت ثوب الخجل والحياء, أحلامي تفوق السحاب, أتنافس مع خليلاتي ونفسي ! أتحدى نفسي للوقوف والمثابرة وتحقيق المستحيل !

 

عندما نلقي نظرة على المجتمع الخليجي, تحكمه عادات وتقاليد وأفكار تمسكي بها شديد فهي تمثل خريطة سير بعد الدين والتربية, ولكن “بعضاً” منها يتسم بالرجعية وأصبح بالياً, فمن أهم الأسباب التي جعلت المرأة تتجه بقوة واندفاع نحو الهجوم على الرجل وإثبات مكانتها هو استخفاف المجتمع بها ! القمع, صفة الضعف التي اختصها الله بها ليكون الرجل جنباً إلى جنب معها يساندها يقوّيها أصبح يستعملها ضدها ! يستهين بها ! يتعامل معها بفوقية واستحقار !

 

وهناك من يعتنق معتقدات أطلق عليها “عادات وتقاليد” تتسم بالتخلف لا تمت لا لدين أو شرع أو حتى لفكر مجتمع بصلة ! صوّرت المرأة بالتابعة بلا كيان خاص بها طمستها وجردتها من حقوق أساسية “شرعية” ..!

وكما يقال في مجتمعنا “أنتِ مرة آنا ريال” !!!!!!!!! وكأنها عار في هذا الكون !! نعم فعلاً أنا امرأة وأنت رجل .. رجل لي وليس علي ! لتقف بجانبي وتقويني وليس لتحبطني ! أنا أخت, أم , ابنة, زوجة, عاملة, طموحة, قادرة ! فلا تستفزني كي لا أعلن الحرب عليك ! ولكن …! فات الأوان فقد أعلنتها وخاضتها وتخوضها ..

 

فاعلم أيها الرجل أنك أنت من المسببات الرئيسية لهذا الهجوم, الاستخفاف, التحقير, الاستصغار من ناحية ومن ناحية أخرى هي فعلاً تجسّد الدورين في المجتمع ! هي الكل بالكل ! فلا أخ يساعد ولا غريب يمد لها يد العون ! إلا من رحم ربي !

 

ولكن كل ذلك ليس ذريعة أبداً ! فخوضك أيتها المرأة في مجالات الخشونة لن يعمل منك قوية ونداً للرجل ! ولكن سيجعل منك رجلاً !

 

كثر هن النساء في مجتمعي في بلادي اللاتي أثبتن جدارتهن وأصبح إسمهن علم من أعلام الإنجاز والفخر, وسباقات في مجالهن .. نفخر بهن وبحملهن اسم الكويت ..

 

فتأملي معي قليلاً ..

 

كيف ترين ذاك الرجل ذو ثقافة في مجالات النساء؟ خبرة في الجمال وآخر صيحات الموضة النسائية, يُجالس النساء, يرتدي السلاسل, خجول بنعومة ورقة, لا يستطيع حمل كل ما هو ثقيل, يحتاج لمساعدة في إصلاح “بنجر” السيارة , ! يتحدث بنبرة خجل واستحياء, لا يقوى على الدفاع عنك وعن نفسه, يترك لك زمام أمور الأعطال الفنية الكهربائية في المنزل, يخاف المواجهة, … ألن تشعري بالاشمئزاز ! ألن تتساءلي أين رجولتك !!؟

هو وكذلك الكثير من “هي” يتساءلن أين أنوثتك؟!

أصبحتِ تتوجهين لمجالات الذكور أكثر منها مجالات الإناث ! أصبح منظر بعض النساء يسوده العضلات، الخشونة, قوة الرجال ! وتتباهى بذلك ! وتبدو أن فكرة “أول امرأة تخوض” في أي مجال ذكوري إغراء لبعضهن !

 

وهنا أريد التشديد على أن “قدرتك على فعل أمر, لا تستوجب منك فعله” !

 

ماذا استفدت من منافسته؟ جَعْلِكِ من نفسك نداً له؟ هل زادك ذلك فخراً؟ قوة؟ سيطرة؟

 

ليس الحل بالمساواة ! ولكن بثورة على هذه العقول الفارغة المتحجرة ! ونفض الغبار من عليها ! وبإحقاق حق الأنثى !

 

وكما أردد دائماً .. أنا ضد المساواة .. أنا أنثى فتاة رقيقة, أحب وأفتخر بذلك, وأرفض مساواتي بالرجل, وكم تؤلمني تأدية المرأة لدور الخشونة والقوة وفرد العضلات ! وستدفع الثمن غالياً لاحقاً !

فتذكري أنك أنثى !  علاقتك بالرجل علاقة تكاملية, كل يُكمّل الآخر, ولا يعيش دون الآخر, ليس خصماً تسعين لكسره وإثبات جبروتك عليه ! هكذا خلقنا الله ..

 

حصة بدر العبيدان ـ كاتبة في صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @9oooo9a

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى