قلم الإرادة

الهواتف الذكية القاتلة

   التطور الهائل في وسائل الاتصالات أظهرت لنا أجهزة الهواتف الذكية التي تتميز بجاذبية الجهاز وسهولة نقلة واستعماله، وقد طورت الشركات تلك الأجهزة وأظهرت إصدارات عدة بغرض خدمة المستهلك وأدخلت خدمة الانترنت التي تربط ملايين الشبكات والتي تحمل كثيراً من البيانات والخدمات والاتصال الصوتي والحركي وكثيراً من الخدمات التي ظهرت لتطوير مهارات المستخدم من جمع معلومات والتعليم والتجارة وغيرها .

 

   ولكن سوء استخدام تلك الأجهزة هو الذي يهمنا ومن تلك الاستعمالات الخاطئة والمدمرة وهي استخدام الهواتف أثناء قيادة المركبات مما يؤدي إلى حوادث مميتة وإصابات كبيرة بالنسبة إلى المستخدم والآخرين الذين لا ذنب لهم إلا إن شاءت الصدف أن يكونوا بقرب ذلك المتهور الذي يستعمل جهازه أثناء القيادة.

 

   إن الدراسات العالمية أثبتت أن الحوادث المرورية الناتجة عن استعمال الهاتف في المحادثة أو بكتابة رسائل نصية أو قراءتها أثناء القيادة يؤدي إلى عدم الانتباه ويقلل التركيز على الطريق مما يؤدي إلى تلك الحوادث القاتلة والمدمرة.

 

   فعلى الجميع ألا يعتقد أن أستعمال الهاتف أثناء القيادة من الضروريات الملحة التي لا يمكنه الانتظارعلى الرسائل النصية أو الواتساب لحين وصولة فالرسائل ليست مهمة وهو ليس بذات الأهمية كانه يعتقد بأنه وزير خارجية إحدى الدول الأوربية أو ذو منصب هام في الأمم المتحدة حتى نلتمس له العذر بعدم الانتظار على الرسائل المهمة لقراءتها والرد عليها .

 

   كذلك من أضرار الهواتف النقالة المتطورة تأثيرها المدمر على المخ والأعصاب وقد حذر مخترع رقائق الهواتف النقالة عالم الكيمياء الألماني (فرايدلهايم فولنهورست) من مخاطر ترك تلك الأجهزة مفتوحة في غرف النوم مما تؤثر على الدماغ البشري وقال أنها تسبب الأرق والقلق وتلف في الدماغ وتلف في جهاز المناعة في الجسم ويقول إخصائيون أن العين أكثر الاعضاء ضرراً من تلك الأجهزة وتؤدي إلى أمراض عتامات عدسة العين وتهتك قرنيه العين وإتلاف الشبكية ..وكذلك يسبب الهاتف النقال ضرراً بالغاً على الذاكرة والمهارات العقلية مما يؤدي إلى فقدان الذاكرة على المدى البعيد .

 

   وأخيراً يجب الحذر الشديد من سوء استخدام الهواتف الذكية لما لها من أضرار كثيرة على الإنسان وعلى صحته وسلامته عافانا الله وإياكم من تلك الأضرار والله الموفق والمستعان ..

 

   يقول الشاعر أبو العتاهية (إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني، أبو إسحاق، ولد في عين التمر سنة 130 هـ/747 م وتوفي في بغداد سنة 213 هـ، 826 ):

 

لكُلّ أمرٍ جَرَى فيهِ القَضَا سَبَبُ،

والدَّهرُ فيهِ وفِي تصرِيفِهِ عَجَبُ

مَا النَّاسُ إلاَّ مَعَ الدُّنْيا وصَاحِبِهَا

فكيفَ مَا انقلَبَتْ يَوْماً بِهِ انقلبُوا

يُعَظّمُونَ أخا الدّنْيا، فإنْ وثَبَتْ

عَلَيْهِ يَوْماً بما لا يَشتَهي وَثَبُوا

لا يَحْلِبُونَ لِحَيٍّ دَرَّ لَقحَتِهِ،

طحتى يكونَ لهمْ صَفوُ الذي حَلَبُوا

 

**

 

دالي محمد الخمسان ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @bnder22

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى