قلم الإرادة

رسالة إلى مسؤولي الطيران القطري

   قبل عدة أيام وتحديداً بعد انتهاء إجازة عيد الأضحى المبارك، كانت إحدى المواطنات هي وابنها الصغير ذو ٧ أعوام متجهة من مطار هيثرو إلى دولة الكويت على متن الخطوط الجوية القطرية التي كانت لا بد أن تكون محطتها الأولى ترانزيت إلى دولة قطر ثم الكويت، ولكن مع كل أسف كانت هذه الرحلة رحلة شقاء وعذاب على متن تلك الخطوط التي مع كل أسف كنا نعتقد أنها مميزة، فبعد الإقلاع بما يقارب أكثر من ثلاث ساعات اتجهت تلك المواطنة إلى دوره المياه ومن سوء حظها كانت دورات المياه جميعها مشغولة مما اضطرت إلى أن تذهب إلى دورة المياه في الدرجة الأولى وكانت في حالة مستعجلة، وبعد أن توجهت إلى هناك تفاجأت بأحد أفراد الطاقم وهي من أحد الجنسيات الآسيوية تريد أن تمنعها من دخول دوره المياه، ولكن المواطنة استأذنتها بالدخول لذلك وأنها لن تتأخر ولكن المواطنة تفاجأت بإسلوب قاسي وهي تسألها عن مقعدها هل بالدرجة الأولى أم لا، ومن المستغرب أن المضيفة سألتها عن جنسيتها هل أنت قطرية؟ فردت عليها  بأنها كويتية وبعد تلك الأسئلة دخلت دون أن تهتم بمغزى تلك الأسئلة ولكن المواطنة تفاجأت عند خروجها بإسلوب تلك المضيفة غير لائق باعتقادي وبصوت عالي جداً وكان الاستغراب لماذا كل هذا؟ ولا تعلم المواطنة أن دخولها إلى دوره المياه وهي أنها كويتية وليست قطرية سوف يسبب لها مشكلة بعد وصولها إلى قطر.

 

   ومع كل أسف بعد وصولها إلى مطار قطر الدولي في وقت متأخر هي وابنها الذي لا يتجاوز عمره 6 سنوات – لن تصدقوا ما واجهته هذه المواطنة على متن تلك الطائرة بسبب ذلك الطاقم المتواجد والذي يفترض أن يكون متواجداً لخدمه جميع الركاب دون استثناء، كان في استقبالها رجال الأمن في المطار وتم احتجازها في غرفة وكأنها ارتكبت جريمة أو محاولة لاختطاف الطائرة! وكانت مستغربة بطريقة التعامل وسبب الاحتجاز مما اضطرت إلى الاتصال بأقاربها في الكويت وكانت الصاعقة الكبرى عندما سمعت بأنها متهمة بضرب المضيفة وهنا قام أحد أقاربها بالاتصال بالسفارة الكويتية في قطر والذي قام بدوره بالاستجابة والتواكب مع الحدث وهو القنصل فهد العوضي، هذا الرجل الذي بالفعل خير ممثل لدولة الكويت، عند وصوله إلى المواطنة وابنها وبعد التحقق من الموضوع أدرك أن ما قامت به هذه المضيفة مع التعاون مع كابتن الطائرة كان افتراء.

 

   فتم الذهاب إلى المخفر وبعد محاولات للتواصل مع كابتن الطائرة وبعد ساعات طويلة لم يأت أحد إلى شروق الشمس وكان القنصل متواجداً وكان يرى بأم عينه الحاله الإنسانية للمواطنة والطفل البريء.

 

   وبعد كل هذا العناء وجاءت المضيفة بالصباح دون مراعاة الحالة الإنسانية للطفل وقامت بإسقاط حقها عن القضية بشرط اعتذار المواطنة الكويتية.

 

   والتي أبت أن تعتذر لأنها لم تخطئ بحقها أو بحق غيرها، إلا أن الضابط أقنعها بذلك لعدم تحويل الموضوع للنيابة ومن ثم التأخير بالعودة إلى الكويت.

 

   وافقت واعتذرت اعتقاداً منها  أن الموضوع انتهى، وهنا تبدأ قصة أخرى؛ لأن بعد الذهاب للمطار تفاجأت أنها لن تستطيع الطيران على الخطوط القطرية لأن اسمها على القائمة السوداء وبعد معاناة لساعات انتظار محاولات لإزالة الحظر حتى تتمكن من الرجوع إلا كل ذلك فشل، فاضطرت بعد كل ما حدث هي والطفل باستئجار فندق وخسارتها تذكرة العودة إلى الكويت بعد أن أقلعت الطائرة فخسرت تذكره العودة على متن الخطوط الجوية القطرية مما اضطرها إلى محاولات لتدبير رحلة للكويت على طيران آخر، وبالنهاية لم يكتفوا بحظر الطيران فقط للمواطنة والطفل إنما تعدى ذلك إلى حظر الطيران القطري لحقائبها حتى موعد الرحلة التالية وبعد جهود ومعاناة.  

 

   وهنا السؤال الذي يطرح نفسه من الذي سيعوض المواطنة خسارتها النفسية والمادية؟

 

   وهل يجوز أن يتعامل المواطن الخليجي  بكل تلك القسوة في قطر.

 

   والرسالة التي أود أن أوجهها هي رسالة شكر وعرفان إلى السيد الفاضل فهد العوضي الذي بالفعل كان خير ممثل لسفارة الكويت في قطر وحسن تعامله؛ لأنه كان متواجداً منذ وصول المواطنة وحتى أمن لها كل ما يلزم ولم يتركها حتى غادرت مطار قطر.

 

   وهنا نقول من لا يشكر الناس لا يشكر الله.

 

**

 

ناصر الودعاني ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @alali73

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى