أفلا تشكرون؟
لقد حبانا الله تعالى بنعمة الإسلام ونعمة المواطنة لدولة الكويت. إلا أن كثيراً منا لا يحمد الله تعالى على هذه النعمة ولا يعرف قيمتها، خاصة ممن لم يعايش مرارة الغزو العراقي على دولة الكويت ولم يعاني مرارتها، فهانت عليه الكويت واستهان بما لديه من أنعام.
نعم، إن الكويت أكثر الدول ديمقراطية بالمنطقة إلا أن برلمانها يكاد يكون مشلولاً وطغت النرجسية على أعضائه بأطيافهم ومشاربهم.
نعم، توفر دولة الكويت التعليم المجاني لجميع المواطنين وتدعم تعليم سواهم، إلا أن هذا التعليم عجز عن خلق جيل قادر على النهوض بوطني الحبيب من كبوته.
نعم، يتمتع جميع المواطنين بالعلاج المجاني ويتمتع به الوافدين بمبالغ رمزية إلا أن رموز السلطتين التنفيذية والتشريعية ورجال الأعمال يرفضون السماح للأطباء بالشروع في علاجهم، ولا يترددون بالهبة خارج الكويت لعلاج أدنى نزلة برد تحل بهم.
نعم، حبانا الله بنعمة النفط وما لحق بسعر برميله من ارتفاع غير متوقع، إلا أن وطني الحبيب أضحى في ذيل دول المنطقة نهضة، ومواطنيه الأكثر ديوناً بين أقرانهم من دول الخليج.
نعم، حبانا الله بنعمة توفر وسائل النقل الخاصة من سيارات فارهة وبأنواعها، إلا أن شوارع وطني عمرها يعود إلى الثمانينيات من القرن الماضي مما سبب ازدحاماً حال دون سهولة التنقل بين أرجاء وطني الحبيب.
نعم، حبانا الله بشعب على الفطرة اجتمعوا على حب الكويت ورغبة العيش بأمان، وتوفير رغد العيش لأبنائهم، إلا أن نار الفتنة والفرقة قد اتقدت وتكاد أن تشتعل بينهم كالنار في الهشيم.
نعم، ونعم، ونعم، ونعم.
أما آن لهذا الشعب أن ينهض بوطنه، ويتضرع إلى الله بقلب مخلص أن يحفظ الكويت وشعبها من كل مكروه، ويقف بوجه كل من يريد السوء بهذا الوطن، سواء أكان هذا السوء داخلياً أم خارجياً.
نعم، وبلى، وبالتأكيد، ولا شك أن الأوان قد آن أن يحب بعضنا بعضاً، ونبني علاقاتنا على أساس حب هذا الوطن المعطاء، بعيداً عن العنصرية والطائفية والقبلية والفئوية والحزبية.
فالكويت تستحق أفضل الأفضل.
د. عيسى حميد العنزي ـ رئيس قسم القانون الدولي في جامعة الكويت ومحامي أمام محاكم التمييز والدستورية
Twitter: @DrEisaAlEnezy