نصر أكتوبر والجماعة
على صدر صفحة من صفحات جريدة الوطن المصرية قرأت عنوان أقل ما يوصف به أنه غريب ومريب هذا العنوان على لسان مرشد جماعة الإخوان د. محمد بديع حيث قال: الجماعة سوف تشترك في احتفالات نصر أكتوبر واحتمال حضور مكتب الإرشاد لاحتفالات نصر أكتوبر المجيد.
وهنا تكمن الريبة والاستغراب من هذا الكلام المثير على لسان المرشد – مرشد الجماعة التي هي إلى الآن محظورة وبلا لأي هوية أو تعريف هذه الجماعى التي يتحدث عنها بديع ماذا تعني بالنسبة لمصر وبالنسبة لنصر أكتوبر المجيد وبأي حق ستشترك الجماعة في الاحتفال أو سوف تحضره وما هي الصفة التي يتحدث بها بديع حتى يقرر مثل هذه القرارات وكأن احتفالات النصر التي يتحدث عنها سوف تقام على شواطئ الساحل الشمالي والدخول مجاناً.
يا سيدي الفاضل نرجو من سيادتكم قبل أن تقرر هذه القرارات أن تخرج على الشعب وتوضح ما هي الصفة التي تتحدث بها إليهم، هل لك منصب سياسي في الخفاء دون علمنا؟ هل لك منصب تربوي في أحد الجامعات مثلاً ولم نعرفه من قبل؟ هل لك الحق في أن تقرر من نفسك مثل هذا القرار وأنت تعلم جيداً أن حضور مثل هذه الاحتفالات يكون بقرار جمهوري ولشخصيات بعينها في المجتمع المصري؟
وهناك أيضاً استفسارات نريد إجابات لها من قصر الرئاسة حيث أنهم يومياً يتطلعون على جميع الجرائد الحكومية منها والخاصة وبالتأكيد قرأوا هذا الخبر فما كان منهم أي تعليق ولا تفسير على هذه الأقاويل ولم يخرج علينا أحد مستشاري السيد الرئيس لكي يقول هذا الكلام عار عن الصحة ولم يكن هناك من المدعوين من ليس له أي صفة سياسية أو عسكرية بالبلد أم أن هذا الكلام يتفق وأهواء القيادة العليا وهذا ما يريد أن يبارك به الاحتفالات هذه السنة.
الشيء الآخر الذي استفزني هو أنه صرح بالاشتراك في الاحتفالات وكأنها احتفالات بإفتتاح مدرسة إعدادي في أحد قرى مصر وليست احتفالات النصر العظيم وبأي شكلٍ سوف تشتركون؟ هل بمليشيات الجماعة أم ستشتركون اشتراكا لطيفاً بالأطفال والسلاسل البشرية التي تنشرونها أيام الانتخابات؟
في مضمون المقال الذي كان تحت هذا العنوان المستفز أن الدكتور بديع سوف يقوم بإلقاء دروس الثلاثاء التي كان يقوم بها أمامهم حسن البنا وذلك بمسجد الخلفاء الراشدين بمصر الجديدة وقدم شكراً وامتناناً لوزير الأوقاف على هذا الموقف وأثنى على قراره بفتح المساجد أمام من يريد أن يقوم بمثل هذه الأعمال وهنا أيضاً مزيداً من الأسئلة – ماهي أهلية السيد بديع حتى يقوم بإلقاء خطب ودروس دينية أو حتى سياسية داخل المسجد ولماذا نجعل مساجد الدولة تحت تصرف الجماعة ومكان ليجتمع فيه أعضاء الجماعة وهل إذا قام أحد رواد المسجد بالاعتراض على أي وجهة نظر للسيد بديع سيكون جزاءه الضرب أم الاعتقال؟
الشيء الآخر والمقزز والذي عرضه أيضاً الإعلامي الكبير إبراهيم عيسى مشهد غاية في الاستفزاز والسخف لأحد مريدي سيدي بديع وهو يقوم بإلباسه الحذاء في قدمه في مشهد يذكرني بأرباب المشعوذين والدجالين الذين يقومون بإفساح الطريق أمام مولانا ليستطيع السير وكل من حوله يريد أن يتبارك ويملس على سيدنا الشيخ لينول البركة مشهد يعود بنا إلى مصر الفاطمية أيام الجهل والخرافات والشعوذة والدجل ولا يليق أبداً بمصر ما بعد الثورة فهذه الأساليب التي لا تدل إلا على العبودية والإذلال والمهانة تليق بمجتمع الجماعة فقط أم مجتمعنا المصري لا يليق به مثل هذه الأفعال الضئيلة.
كنت أتمنى أن اتكلم على نصر أكتوبر المجيد وعلى الرئيس الراحل أنور السادات والفريق الراحل سعد الدين الشاذلي ولكن هذه التصرفات البدائية والتصريحات المستفزة من بديع وأعوانه وأتباعه جعلت ذكرى النصر بطعم الجماعة المحظورة وجعلتني أهتم بما يقومون به وكأنهم ورثوا مصر بعد ثورة يناير وكأن الشعب كله قام بهذه الثورة ليخرجوا بديع ورئيس الجمهورية التي يعيش فيها بديع من السجن وليس للإطاحة برئيس كان أصلاً من أبطال نصر أكتوبر ولكنه تجبر على شعبه واستهان به وكان مصيره كما يعلم الجميع.
يا سيد بديع يا مرشد الجماعة الشعب المصري لا يحب جماعتك ولا يحب أفعال مريديك وأتباعك ولا يريد أن يقوم بثورة لتأتي أنت وجماعتك تعيثوا في الأرض وتنسبوا كل نصر قديم أو جديد لأنفسكم أتمنى أن تجد لنفسك ولجماعتك شرعية تتحدث من خلالها لأننا بالفعل سئمنا من مثل هذه التصرفات الجاهلة والأفعال البدائية التي سوف تؤذي سمعتنا وسمعة مصر دولياً وإقليمياً.
جريدة أخرى تابعة لأحد النقابات تأتي أيضاً بعنوان على صدر صفحتها الرئيسية بتهنئة بالنصر العظيم وبقائد النصر د. محمد مرسي وكأنهم يتحدثون عن كوبري أكتوبر وليس نصر أكتوبر من أين أتوا بمثل هذه المقدرة على النفاق والتزييف والجهل وهل يعتقدون بأن الشعب المصري سوف تفوته هذه الأفعال البهلوانية وكيف يكون الرئيس مرسي هو قائد النصر من هو صاحب هذا العنوان أرجو أن يخرج علينا ويشرح لنا وجهة نظره في نصر أكتوبر وقائده الجديد د. مرسي ؟!!!!!
عتابي الآن على جريدة الوطن المصرية ورئيس تحريرها الإعلامي المحترم مجدي الجلاد هل ضاقت بكم مصر وعز عليكم سياسيوها وعسكريوها لتذهبوا إلى مرشد الجماعة غير الأهلية إلى الآن لتأخذوا منه كلمة عن نصر أكتوبر وماذا يعرف هو عن نصر أكتوبر وما كانت علاقته بقائد هذا النصر الشهيد أنور السادات أليس كان ممن يكفرونه ويسعون لإغتياله أليست الجماعة ممن دعى للتخلص من قائد هذا النصر العظيم فبأي حق يتكلم الآن عن نصر أكتوبر – أعتقد خانكم التقدير في هذا الموضوع وأتمنى ألا أرى أخبار تخص الجماعة ومرشدها إلا إذا تم تعديل وضعهم وأصبح لهم شرعية يتكلمون بها في وسائل الإعلام.
أما الجريدة الأخرى فلا أستطيع إلا أن أقول رحم الله شهداء أكتوبر ورحم الله محمد أنور السادات شهيد الغدر والخيانه المغلفة بذقون المتأسلمين لأنهم ذاقوا رحمة ربهم قبل أن يموتوا من الحسرة على عنوانكم المنافق.
تهنئتي القلبية لشعب مصر العظيم وقواتنا المسلحة البواسل بهذه المناسبة العظيمة وبذكرى أكبر إنتصار لمصر والوطن العربي ورحم الله شهدائنا وزعيمنا أنور السادات فهم من أعاد لنا أرضنا وشرفنا ورفع رأسنا بين الأمم وأعاد لنا عزتنا من جديد.
حفظ الله مصر وشعبها من كل سوء وأعاد علينا ذكرى النصر ونحن فى أحسن حال وتقدم إن شاء الله.
محمد سمير ـ كاتب مصري
Twitter: @Momo202005