قلم الإرادة

من الأسر إلى التحرير 7-7

   تم بفضل من الله تحرير بلادي الغالية الكويت في 1991/2/26 وقد ساد الفرح والبهجة جميع إخواني الأسرى المحتجزين في معسكر بعقوبة وهي فرحة لا يمكن أن توصف أبداً لهذا الأمر الذي كنا نتمناه ويعز علينا عدم المشاركة في هذه المعركة الخالدة لتحرير الكويت ولكن قلوبنا وكل مشاعرنا مع القوات العربية والدولية التي ساهمت مع القوات الكويتية في طرد الغزاة العراقيين المعتدين.

 

   استبشر الإخوة الأسرى الكويتيين جمعياً فرحاً وسروراً وقد  تبادلنا التهاني بهذا الحدث الكبير وعمت الفرحة قلوب الكل وبعد التحرير بأيام قليلة دخل علينا شهر رمضان المبارك وقد صمنا في معسكر بعقوبة حوالي ثلاث أيام على ما أذكر من الشهر الفضيل وقد كانت الأجواء مختلفة كثيراً بعيداً عن الوطن والأهل والأحبة، وفي فجر أحد أيام الشهر الفضيل وصلت الباصات بأعداد كثيرة ودبت الحركة خارج أسوار السجن وأبلغنا من قبل الصليب الأحمر بأن صدرت لهم التعليمات بالإفراج عنا وتسليمنا للسلطات السعودية وهذا خبر ثاني مفرح لا يمكن وصف الشعور به، وقد تم نقلنا بواسطة الباصات إلى منطقة عرعر السعودية ووصلنا إليها عصراً وقد كان في استقبالنا ومصافحتنا معالي وزير الداخلية السابق الشيخ أحمد الحمود حيث كان محافظاً للفروانية وسمو أمير منطقة عرعر وبعض الضباط السعوديين وتم نقلنا إلى إحدى المدارس حيث وفروا لنا مشكورين الملابس والغذاء وكل المستلزمات تمهيداً لنقلنا إلى الكويت في اليوم التالي بواسطة الطيران وقد وصلنا إلى الكويت المحررة وسط الدخان والدمار وحرق الآبار، ومن المطار تم إيصالنا بواسطة الباصات إلى قاعة شيخان الفارسي في منطقة السرة وقد استقبلنا الكثير من الأهالي وسط دموع الفرح والابتهاج.

 

   نحمد الله كثيراً على نعمة تحرير بلادنا الكويت ونعمة تخليصنا من أيدي الغدر والخيانة ووصولنا إلى بلادنا وأهلينا سالمين بفضل من الله وتوفيقه وقد كانت مرحلة الأسر مرحلة هامة في حياة كل الإخوان الأسرى ونقطة تحول كبيرة، نحمد الله أن ألهمنا الصبر والسلامة من كل شر، وأعتذر كل الاعتذار عن أي سهو في الأحداث أو عدم ذكر لموقف معين لم تسعفني الذاكرة لذكره.

 

**

 

دالي محمد الخمسان ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @bnder22

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى