قلم الإرادة

عُمان .. دار الخير والأمان

زرت سلطنة عُمان الشقيقة في مطلع مايو/ أيار 2013م مع وفد من جامعة الكويت وبرفقة زملاء أعزاء أكن لهم كل التقدير والاحترام، ففي هذه الرحلة الجامعية اجتمع شباب دول مجلس التعاون الخليجي في العاصمة العُمانية مسقط وذلك في ملتقى شباب الخليج والذي امتد على مدار ستة أيام وكانت من أجمل الأيام الجامعية، وكان الملتقى منارةً وفرصة للشباب الخليجي لتبادل الأفكار والخبرات، ولا أخفيكم فقد كانت الزيارة الأولى للسلطنة، ولم تقصّر السلطنة باحتضان ضيوفها والسير بهم بجولات أبرزها كان في جامعة السلطان قابوس – رحمه الله – والتي كانت معلماً بارزاً من معالم العلم في عالمنا العربي، وتم تكريمي بهذا المعلم وسط حضور الأشقاء الخليجيين، وزرنا كذلك سوق مطرح، وبعض القلاع في السلطنة لمشاهدة هذا التاريخ العريق والقديم لهذه السلطنة العربية، كما حضرنا بعض الاحتفالات الخاصة بالسلك العسكري العُماني.

ولا أخفيكم مدى إعجابي بهذا الإرث الحضاري الذي تتمتع به السلطنة، وكذلك مدى ثقافة هذا الشعب وتواضعه، فالشعب العُماني لمن لا يعرفه هو شعب مثقف جداً، وهادئ جداً، ومحب للسلام، ولا يحب العداء، وقلوبهم مليئة بحب الأشقاء العرب لا سيما من دول مجلس التعاون الخليجي، ومع مرور الوقت والاطلاع على التاريخ العُماني نجد بأنّ لأهل عُمان فضل كبير على الأمتين العربية والإسلامية، وكيف لا وحضارتهم امتدت لشرق أفريقيا الساحلية بل وسلطنتهم كذلك، وأيضاً وصلت أخبارهم لشرق آسيا عبر التجارة، ولأهل عُمان فضل كبير بنشر الإسلام في هذه الأراضي، ولا ننسى بأنّ عُمان لها دور كبير في حفظ تاريخ شبه الجزيرة العربية في الجنوب، وذلك من خلال التصدي لحملات البرتغاليين والحفاظ على هذا التاريخ العريق.

وما أنْ جاء قائد نهضة عُمان الحديثة وهو السلطان قابوس – طيّب الله ثراه – حتى نقل عُمان نقلة نوعية من خلال تطوير هذه الحضارة وإيصال رسالتها بشكل أكبر، والتمسّك بمبادئ السلام والإخاء العربي، والمحافظة على هيبة السلطنة المعروفة في عالمينا العربي والإسلامي، ولا شك بأنّ الجميع اليوم عندما تحدّثه عن عُمان يقول لك: “هي أرض السلام والوئام، وشعبها شعب عنوانه الاحترام” وبهذه الأسطر يَختَتِم الكلام، وكذلك يصفها البعض بـ “سويسرا العالم العربي”، ومع كل هذه العراقة والتاريخ لا ننسى كذلك مواقف السلطنة تجاه قضايا الأمتين العربية والإسلامية وأبرزها القضية الفلسطينية، وقضية الوحدة اليمنية، والتكامل العربي، فعُمان أينما وضعت أياديها كان السلام، وذلك بفضل الله ثم بفضل قادتها الكرام وشعبها النبيل، فلأهل عُمان كل المحبة والتقدير، ولسلطانها هيثم بن طارق بصمات واضحة وراسخة وهي استمراراً لنهج السلطان قابوس، فنسأل الله في هذه الأيام المباركة أنْ يحفظ عُمان وأهلها، وأنْ يديم العلاقات المميزة بين الشعبين الكويتي والعُماني، فكلا الشعبين بينهما الحب المتبادل، وكلا القيادتين تجمعهما القضايا المشتركة، ولا ننسى كذلك محبة المغفور له – بإذن الله تعالى – سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح – رحمه الله – والذي كان في قلبه لأهل عُمان مكانة خاصة، وكان يقضي أغلب أوقات إجازاته في السلطنة وتحديداً في ظفار، وكأن القلوب إذا أحبت نطقت، وهي تنطق بالمحبة المتبادلة الأبدية.

مقالات ذات صلة