الصملة يا شباب
القوة، المثابرة، الصبر، التحدي، الاستمرار، الإصرار، كلمات تدل عن معنى الكلمة التراثية القطرية (الصملة)، سباق فريد فيه من الجلد والتعب والإرهاق، مليئ بالتحديات والمنافسات الرياضية، مفهوم جديد ومضمار بين المتعب والممتع، سباق اختبار للقوة الجسدية والتركيز الذهني والمهارة الفردية والقوة البدنية، يقام في صحراء قطر ويحتاج للياقة البدنية في ظروف وتحديات خلال مراحل السباق المختلفة.
انطلقت النسخة الأولى من سباق صملة في 2017 وتوقفت في العام الماضي لظروف استثنائية اجتاحت العالم جائحة كورونا وعادت هذا العام وسط احترازات صحية مشدده للحفاظ على صحة المتسابقين، سباق يقطع فيه المتسابقون حوالي 200 كيلو بزيادة أو نقصان قليل كل عام، يقام على مراحل مختلفة من جري، تجديف بقواراب الكاياك الدراجات الهوائية، السباحة، الرمي، وكل موسم له طريقة تنظيم المسار وهناك مراحل ومعضلة تواجه المتنافسين تزيد من صعوبة وبنفس الوقت اثارة للسباق، وترصد مكافآت وجوائز مالية كبيرة لأصحاب المراكز الثلاثة الأولى تقدر بمليون ريال قطري وأيضاً جوائز مالية لكل من ينهي التحدي خلال الفترة الزمنية له وهي 60 ساعة، وتوجد مراحل ونقاط استراحة خلال مراحل المنافسة.
نلاحظ الإهتمام والتنظيم والإشراف الدقيق وتواجد الحكام والفرق الطبية والخدمات اللوجستية والمجهود والتعب الكبير الظاهر على المنظمين لإخراجه بأبهى صورة، وما أن ينتهي سباق العام يبدأون مباشرة بالتخطيط لتنظيم سباق صملة العام القادم.
تشاهد في مراحل السباق روح التحدي والمنافسة وبنفس الوقت التعاون بين المتنافسين وشد همم بعضهم من أجل إنهاء مراحل السباق، شاهدنا الشباب ومتسابقين في العقد الخامس والسادس إن دل فهو في يدل على انتشار الثقافة الرياضية والوعي بأن الرياضة أسلوب حياة، وتغطية مباشرة متميزة من قناة الكاس على مدار السباق ونقل وتحليل وحديث رياضي متنوع وشيق فيه إثراء للمتابع.
قطر ويومها الرياضي الذي يقام يوم الثلاثاء الثاني من شهر فبرايرمن كل عام ويعتبر عطلة رسمية، وسباق صملة سباق القوة والتحدي، هذه الفعاليات دليل أن الرياضة جزء وأحد الركائز الأساسية في رؤية قطر الوطنية 2030، إيماناً منها بإنشاء جيل رياضي ومجتمع صحي.
••
عبد العزيز الدويسان – كاتب في صحيفة الإرادة
Twitter: @aziz_alduwaisan