قلم الإرادة

تصنيف الأخبار الزائفة في مواقع التواصل الاجتماعي

   من المسلم به إن مستخدمي الإنترنت هم ضحايا لشبكات التواصل الاجتماعي، على اعتبار أن المعلومات التي تصل إليهم تتقاطع مع أذواقهم وطريقة تفكيرهم أو مع وسائل الإعلام التي دأبوا على متابعتها، وباتت الأخبار الزائفة عنصراً أساسياً في عصر ما بعد الحقيقة Post-Truth era وهو مفهوم يشير إلى التحول من الاعتماد على المعلومات والحقائق إلى الاعتماد على المعلومات المغلوطة والكاذبة وهو مايحصل الآن في مجتمعاتنا وخاصة من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي وبالتحديد في وقت الأزمات، وقد نتج هذا التحول نتيجة التغير في طبيعة الجمهور الذي يميل إلى الحصول السريع على المعلومة وتناقلها وما قد يصاحبه من عدم التأكد من المعلومات أو مصادرها، كما نتج عن التغيرات التي حدثت في المجال السياسي والإعلامي خاصة مع تبادل الاتهامات بين السياسيين والمؤسسات الإعلامية والصحفية حول أيهما أكثر مصداقية وتقديماً للحقائق والمعلومات، وقد أدت هذه الاتهامات إلى التأثير سلباً على إدراك الجمهور لمصداقية الطرفين، واعتماده على المواد الإعلامية الأكثر جذباً، ولذلك يسمى هذا العصر أيضاً بعصر ما بعد الثقة Post-trust era حيث تحل الأفكار والعواطف الشخصية محل الحقائق والأدلة والأخبار وما تشكله من قيمة للجمهور.

وتم تحديد تصنيف الأخبار الزائفة، حيث حدد مجلس التربية الإعلامية Media Literacy Council ستة أنواع تمثلت فيما يلي:

1. السخرية Satire & Parody: وهي الأخبار التي تستخدم الفكاهة أو المبالغات للسخرية من القضايا المهمة، وعلى الرغم أنه من الواضح أن هذا النوع من الكتابة لا يجب أن يؤخذ على محمل الجد، إلا أنه يخدع بعض الأفراد خاصة إذا لم يكن موقع الإنترنت معروفاً لهم من قبل.

2. المضمون المضلل Misleading Content: ويستخدم الكاتب هنا معلومات حقيقية وصحيحة ولكن ليفسر القضية بشكل مختلف عن الواقعبحيث تظهر للجمهور كما يريد الكاتب ويتفق مع هدفه ووجهة نظره.

3. الربط الخاطئ False Connection: ويحدث الربط الخاطئ عندما يؤدي العنوان أو الاقتباس إلى اعتقاد الجمهور بفكرة ما تخالف ما هو موجود حقيقة في الخبر الفعلي المقدم خاصة إذا اكتفى القارئ بقراءة العنوان فقط دون الخبر بأكمله، وتستخدم مواقع الإنترنت هذاالنوع من الأخبار لزيادة تصفح الموقع وجلب المزيد من الأرباح

4. السياق الخاطئ False Context: ويتم استخدام هذا النوع في الغالب للاحتيال على الجمهور مثل الحصول على أرقام الحسابات البنكية أو بيانات كروت الائتمان الخاصة بهم وذلك عن طريق مواقع الكترونية يبدو عليها الطابع الحكومي.

5. المضمون المتلاعب به Manipulated Content: ويتم التلاعب هنا في الغالب بمقاطع الفيديو والصور حيث يتم تعديلها وتغيير التفاصيلالخاصة بها.

6. المضمون الملفق Falsehoods: ويتسم المضمون هنا بأنه غير صحيح تماماً، ويتم اختلاقه لخداع الجمهور، ويعد المضمون الملفق هناشديد الخطورة؛ لأن الجمهور يميل إلى تصديق المعلومات التي يقرأها بكثرة خاصة إذا كان يتعرض لها للمرة الأولى.

وقد أشارت بعض الدراسات إلى وجود تصنيف آخر للأخبار الزائفة يتمثل فيما يلي:

1- السخرية  Satire: ويتم الاعتماد هنا على المرح والسخرية والمبالغة ومزجها بالمعلومات الخاطئة للتعليق على الأحداث الحالية.

2- التحيز البالغ Extreme Bias: حيث يتم تقديم وجهة نظر معينة، ويعتمد التحيز البالغ هنا على الدعاية أو المعلومات خارج السياق،والآراء والحقائق المشوهة.

3- نظرية المؤامرة Conspiracy Theory: ويتم الاعتماد هنا على مروجين أساسيين لنظرية المؤامرة والذين يقومون بربط القضايا والأحداثاليومية بهذه النظرية باستمرار بهدف دعمها وتأكيدها لدى الجمهور.

4- طواحين الشائعات Rumor Mills: من خلال التركيز على الشائعات والنميمة والتلميحات والإدعاءات غير المؤكدة.

5- أخبار الدولة State News: وهي ترتبط بمصادر معينة في الدول السلطوية، وتعمل هذه المصادر تحت مراقبة وتصرف الحكومات.

6- العلم الزائف Junk Science: حيث يتم الاعتماد على تقديم المغالطات العلمية والإدعاءات غير الصحيحة، كما يتم التركيز على علوم ما وراء الطبيعة.

7- أخبار الكراهية Hate News: وهي الأخبار التي تعتمد على نشر العنصرية والكراهية وغيرها من أفكار التفرقة والخلافات والحقد.

8- الأخبار المضللة Clickbait: حيث يتم تقديم عناوين مبالغة أو خادعة بينما تكون الأخبار صحيحة، وقد يتم الاعتماد على معلومات أوصور من مواقع التواصل الاجتماعي بدون التحقق منها.

9- الأخبار السياسية Political News: من خلال تقديم وجهة نظر واحدة فقط لدعم شخصية سياسية معينة وهذه الأخبار عادة ما يتم نشرها في مواقع التواصل للأحزاب ومواليها.

وهنا لا بد من القول من إن الأخبار الزّائفة تُسمّم الأجواء التي يعمل بها الصحفيين جميعاً، وهي تسببت في فقدان الجمهور ثقته بكل الأخبار المتداولة رغم أن الجمهور يتداولها بأسباب كثيرة كما أضرّت كثيراً بالعلاقة القائمة بين وسائل الإعلام وجمهورها.

أخيراً تعد فترة الأزمات كما قلنا التي قد يمر منها مجتمع ما، أنسب وأفضل بيئة تترعرع فيها الأخبار الزائفة وتنمو فيها الشائعات، وعلى سبيل المثال ما يحصل من الأزمات المتعاقبة التي تعصف بالعراق وخاصة الأزمات الأمنية.

••

د. مجاشع محمد علي – كاتب في صحيفة الإرادة

مقالات ذات صلة