غارتا ليبيا والصومال.. استراتيجية غلق البراميل
لم يكن توقيت الغارتين الأميركيتين في ليبيا والصومال مصادفة، كما يرى محلل أميركي اعتبر أنهما تمثلان بداية استراتيجية جديدة في مكافحة الإرهاب تعتمد على “استهداف القادة مباشرة”.
ونفذت قوات أميركية خاصة السبت عمليتين عسكريتين، واحدة في ليبيا اعتقلت في إحداهما أبو أنس الليبي الملاحق لدوره في التفجيرين اللذين استهدفا سفارتي الولايات المتحدة في نيروبي ودار السلام في 1998، والأخرى في الصومال استهدفت “قياديا كبيرا” في حركة الشباب الإسلامية المتطرفة لم تحقق مبتغاها.
وقال أستاذ العلاقات الدولية بكلية أورانج كوست في كاليفورنيا باتريك كوتي إن “التوقيت ليس صدفة.. بل كان مقصودا من أجل الإعلان عن استراتيجية جديدة في مكافحة الإرهاب ترتكز على الاستهداف المباشر لقادة التنظيمات الإرهابية”.
فالقبض على أبو أنس يمثل “ردا على الهجمات الإرهابية التي نفذتها القاعدة في الماضي، أما الغارة على حركة الشباب في الصومال، فتمثل رادعا لهذه الجماعة من القيام بعمليات مستقبلية ضد مصالح الولايات المتحدة وحلفائها”، بحسب كوتي.
براميل
ولفت المحلل الأميركي إلى مصطلح ذكره المدير السابق لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي آفي ديختر، وهو ” البراميل” في إشارة إلى مجموعة الإرهابيين النشطاء على الأرض.
ويرى ديختر أن الهدف من مكافحة الإرهاب هو “إغلاق البرميل” في أقرب وقت ممكن، وذلك عبر استهداف قادة المجموعات الإرهابية، وعندها سيشعر الإرهابيون بأن الأمر بات مكلفا جدا، وغير آمن.
وسيتبع ذلك تجفيف منابع القيادة، بحث لا تجد المنظمة الإرهابية قادة على درجة عالية من التنظيم لإدارة دفتها، بحسب رؤية ديختر.
ويرى خبير العلاقات الدولية جيمس دورسي أن توقيت الغارة في ليبيا “يعد رسالة سياسية بأن ملاحقة قادة الإرهاب هي عملية طويلة ومستمرة”.
وقال : “ربما كانت غارة بطائرة بدون طيار أسرع، لكن واشنطن لم ترغب في تحمل تبعاتها الدبلوماسية”.
كابوس “الشباب”
وجاء التوجه الأميركي الجديد مدفوعا بـ”الكابوس” الذي تمثله حركة الشباب تحديدا بالنسبة للولايات المتحدة، فبعض أعضاء هذه المنظمة “يحمل ثقافة أو جنسية أميركية”، بحسب كوتي.
ففي ظل الهشاشة حيال حوادث إطلاق النار في الجامعات التي أدوت بحياة العشرات التي نفذها مرضى نفسيون على الأغلب، يلفت كوتي إلى أن “تخيل أن يسعى أحد المهاجمين لاستلهام طريقة حركة الشباب في الهجوم على مركز ويست غيت للتسوق في كينيا؟ هذا يعني أن الهجوم وتأثيره سيكونا مرعبين”.
ونفذت حركة الشباب الهجوم على ويست غيت في نيروبي باقتحام مسلحين للمركز وتفخيخه وأخذ عشرات الرهائن وقتلهم تباعا، قبل أن تتمكن القوات الكينية من القضاء عليهم.
ويعتقد دورسي أن واشنطن تريد إضعاف حركة الشباب بأسرع وقت ممكن، “لما تمثله من تهديد للعملية السياسية في الصومال التي تدعمها الولايات المتحدة، وكذلك المصالح الغربية في كينيا”.