قرقاش: الإمارات في طليعة التحالف ضد «داعش».. ومشاركة قطر تثبت أن الجميع في خطر
قال الاماراتي أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، إن الإمارات كانت في طليعة الدول التي انضمت للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش بعد تشكله، إيمانا منها بضرورة التصدي الجماعي له، مشددا على استعداد الإمارات للالتزام الطويل بالعملية، باعتبار أن الخطر الإرهابي يتهدد الجميع، كما رفض أن يستفيد نظام الرئيس السوري بشار الأسد من الأحداث الجارية.
وقال قرقاش في مقابلة مع قناة «سي. إن. إن» الأميركية من نيويورك على هامش مشاركته بأعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة، إن «قرار الإمارات الانضمام إلى التحالف الدولي ضد داعش كان طبيعياً وينطلق من موقف الإمارات حول ضرورة وجود رد جماعي على الإرهاب»، مضيفا أنه «كان من الطبيعي أن تتصدر الإمارات ذلك التحالف بعد تشكله».
ورفض قرقاش الدخول في تفاصيل العملية الجوية وطبيعة الأهداف والطائرات المستخدمة وعددها مكتفيا بالقول: «عوض الدخول في تفاصيل الدور سأقول بأن التحالف كان فاعلا جدا، ونحن سنواصل العمل معا من أجل زيادة الفاعلية والقضاء على هذا التهديد الذي يطال الجميع» مع تأكيده على «التزام الإمارات بمواصلة العمليات المشتركة».
وأردف قرقاش: «لا أرغب في الخوض بالأرقام والعمليات ولكنني أريد أن أؤكد بأننا شركاء على قدم المساواة لجهة الشراكة سياسيا ولوجستيا، فعلى المستوى السياسي نحن ندعم هذه الجهود بكامل قوتنا، ولوجستيا نستضيف القوة الاسترالية التي تلعب دورا أيضا، ولدينا طيارينا ومواردنا العسكرية التي نوظفها في هذه المعركة».
وتابع: «أظن أن الأمر الأهم هو الإرادة السياسية. تشكيل هذا التحالف كان إنجازا كبيرا بالنسبة لهذه الإدارة الأميركية لأن الخطر يتهدد الجميع ومن المهم للغاية أن نتعامل معه بشكل جماعي».
وحول المشاركة القطرية في العمليات ضد «داعش» وما إذا كانت فاجأت الجانب الإماراتي بسبب إصرار الدوحة على السير بخط سياسي مستقل قال قرقاش: «أظن أن هذا الأمر يثبت بأن الجميع يشعر بوجود هذا الخطر المشترك، وأن ما من أحد محصن حياله، فالجميع مهدد بخطر يطال طريقة عيشه والقيم التي يعتنقها. الإرهاب يهدد الجميع، وهذا يدل على الطريقة التي تشكل عبرها التحالف، على أساس أن علينا أن نتحرك ولا يمكننا الوقوف مكتوفي الأيدي».
وحول ما أعلنته واشنطن عما يطلق عليه اسم «شبكة خراسان» والتهديد الذي تحمله لأميركا، رد معاليه بالقول إن «هذه الشبكات تهدد الجميع». وأضاف: «أظن أن الموقف شديد التعقيد وتسوده الفوضى، سيكون هناك على الدوام جماعات متفرعة ومتعددة لديها أهداف واحدة، ولكنها لا تعمل بالضرورة تحت مسمى تنظيمي واحد، ولذلك وجود مثل هذه الشبكة أو جماعات أخرى مماثلة لا يفاجئنا. الموقف تسوده الفوضى وهناك حالة فراغ أمني وكان من المتوقع رؤية مثل هذه الأمور».
وأضاف: «علينا جميعا البقاء متنبهين، ولكنني أعتقد أن التحرك واتخاذ خطوات عملية أفضل من الجلوس مكتوفي الأيدي. يجب على الجميع المحافظة على التنبه والحذر، مع الإشارة إلى أننا نقوم بما يجب من أجل القضاء على هذا التحدي قضاء مبرما».
وحول خريطة العمليات العسكرية في سوريا والتي أظهرت أن واشنطن استهدفت بضرباتها شبكة خراسان في حين ركز الحلفاء العرب على ضرب مقار «داعش» قال قرقاش: «من وجهة نظرنا، نحن في معركة مع الإرهاب، وهي معركة مع التشدد والعنف وما يجلبه ذلك من إرهاب، نحن نشارك في العملية ضد الإرهاب ككل، وليس ضد داعش فحسب».
وشدد قرقاش على ضرورة ألا يستفيد نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، من الأحداث الجارية، وعلق على إمكانية تأييد بلاده للمطالب المقدمة إلى أوباما من السيناتورين الأميركيين، ليندسي غراهام وجون ماكين، بضرب نظام الأسد بالقول: «حاليا نحن في عملية ضد داعش في العراق وسوريا، ونحن نرى أن هذه العملية موجهة ضد الإرهاب».
واستطرد: «لكن لا بد أيضا لهذه العملية أن تترافق مع الكثير من العمل السياسي. بالتأكيد نحن مع المبدأ الذي ينص على ضرورة ألا يستفيد النظام الحالي في سوريا من هذه العمليات، ونؤمن أيضا بضرورة القيام بالمزيد من الجهود السياسية على هذا الصعيد ويجب القيام بها بالتوازي مع الجهود العسكرية».
وحول ما إذا كانت الإمارات تؤيد ضرورة التخلص من نظام الأسد رد قرقاش: «نحن نريد الاستقرار، نريد إنهاء هذا التحدي الإرهابي ولا نريد لأحد أن يستفيد من ضرب داعش أو من ضرب أي جماعة أخرى». وأضاف أن «الإمارات جزء من التحالف، وهي تؤمن بأن الجهود السياسية التي يمكن القيام بها على الأرض ستوفر بدائل جيدة لتغطية أي فراغ متوقع».
عن المدى الزمني الذي قد تستغرقه العملية وما إذا كانت مرشحة للاستمرار لسنوات قال قرقاش: «نحن في عملية طويلة الأمد، ونحن ملتزمون بها. أظن أنه من المبكر الآن وضع تقييم فعلي للفترة الزمنية التي قد تستغرقها الأمور، فما زلنا في الأيام الأولى من العملية، ولكننا بالتأكيد نقوم بالعمل الصحيح».