أموله والدنجوان
منذ عدة أيام ظهر على بعض مواقع التواصل الإجتماعي فيديو مصوَّر لشاب وفتاتين إحداهما بجواره واﻷخرى من خلفه داخل السيارة عرف هذا المقطع بأسم حركي {أموله} وكان الشاب الدنجوان وجاريتيه في حالة هستيرية من القبلات الحادة التى كادت تحرق مقاعد السيارة والدنجوان يجلس وتنهال عليه القبلات من الأمام ومن الخلف وهو يشعر أنه طاووس أو ديك رومي وناهيك عن اﻷلفاظ الخارجة عن الحياء والذوق التي صدرت منهم.
والغريب فى اﻷمر ما قيل أن الشاب هو الذي تعهد بأن يصوّر مثل هذا الفيديو الفاضح ليقهر أو يغيظ فتاة ثالثة على ما يبدو أنها (طقته على قفاه) ولم تعره انتباهاً فلجأ إلى إسلوب رخيص يدل على سفاهته وتفاهة تفكيره وأخلاقه الوضيعة.
إنتبهوا ياسادة فمثل هذا اﻷمر يعد منزلقًا أخلاقيًا خطيرًا لا يتناسب مع قيمنا وأخلاقنا ومبادئنا العربية والإسلامية، وما المجتمع إلا مجموعة من القيم واﻷخلاق والمبادئ التى تحمي النسيج اﻹجتماعي من التمزق والإنزلاق إلى الرذيلة وسُعار اللحم والدم.
صدق من قال:
إذَا رُزِقَ الْفَتَى وَجْهًا وَقَاحًا *** تَقَلَّبَ فِي الأمور كَمَا يَشَاءُ
إن فيديو {أموله} إن مرَّ مرور الكرام دون عقاب رادع لفاعليه من الممكن أن نستيقظ ذات صباح على إعلانات فى الشوارع عن سلسة مطاعم {أموله} ومياه معدنية {أموله} وكشختك مع {أموله} والكارثة لو قامت {أموله} بخدمة توصيل الطلبات للمنازل !!!!
انتبهوا يا سادة فالحضارات في العالم كان معول الهدم فيها تفشي الرذيلة بين أبناء المجتمع فدكت على رؤوس أصحابها وأضحت هباءً بعد أن كانت عمارًا، وحضارة روما واليونان شاهدة على كلامي، وأذكركم بقول الله جل جلاله ﴿وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ﴾.
وأجه كلمتي إلى وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية أن يكثفوا من برامج التوعية للشباب ويقدموا فى مادتهم الإعلامية كل ما هو قدوة بعيدًا عن السفور والعري والإسفاف. فالإعلام هو الذى يشكل ثقافة وضمير اﻷمة الحي بما يملكه من مقومات تجعله مؤثرًا سلبًا أو إيجابًا.
وأعود إلى {أموله} وأخواتها وأقول لهم اتقوا الله فى أهليكم فإن لم يكن لكم أهلٌ يردّون عاركم وتبجحكم فأستقيموا أو إستقيلوا من حياتنا يرحمكم الله …
فلقد جاهرتم بالمعصية وهذا أمر ضد الشرع حيث قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: ” كُلُّ أَمَّتِى مُعَافًى إِلاَّ الْمُجَاهِرِينَ … “
لقد ستركم الله فلماذا تفضحون أنفسكم؟ إن فضيحة الدنيا لهي أسهل وأيسر من الفضيحة على رؤس اﻷشهاد يوم القيامة.
وأذكركم بقول الله تعالى: ﴿ ِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ النور:19. هذا الذم والوعيد فيمن يحب إشاعة الفواحش فما بالك بمن يرتكبها ويعلنها !!
﴿هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ).
خالد الشبلي ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية