لن تتوقف الأزمات ..!!
منذُ فترة ونحنُ نعيش في أزمات مُتتالية، أزمة تلِدُ الأخرى، وللأسف بأنها جميعُها لن يستفيد منها أحدٌ إلى الآن ..!!
اليوم تنظر المحكمة الدستورية في الطعن المُقدم من الحكومة حول “الدوائر الخمس”، ولكن هل سيكون حكم المحكمة الدستورية هو المفتاح السحري الذي سيخرجنا من جميع الأزمات؟! ﻻ أعتقد ذلك، لأنه حتى لو حكمت المحكمة الدستورية بعدم دستورية الدوائر الخمس لافتقارها مبدأ العدالة في التوزيعة السكانية بين الدوائر الخمس، فإن الحكومة عاجزة عن تعديل الدوائر (مُنفردة) في ظل وجود مجلس الأمة الساقط شعبياً (مجلس 2009) ..!!
إذن لابد من تعاونها مع المجلس لتعديل “الدوائر الخمس”. بعد حُكم المحكمة الدستورية بِبُطلان مجلس 2012 وإعادة مجلس 2009، ظهر لنا وزير الإعلام في مؤتمر صحافي وأكد بأن “أسباب حل مجلس 2009 ما زالت قائمة”، إذن نفهم من ذلك بأن الحكومة ترفض التعاون مع مجلس 2009..!!
لو قبلت الحكومة التعاون مع مجلس 2009 لتعديل الدوائر الإنتخابية، فإن حكومة سمو الشيخ جابر المبارك لم تُقسم إلى الآن أمام مجلس الأمة العائد (مجلس 2009) إذن فهذه أزمة أخرى !!
الأزمة الكبرى التي قد تواجهنا في الأيام القادمة هي التالي: حل مجلس الأمة 2009 والدعوة لإنتخابات جديدة وفق تقسيمة جديدة للدوائر الإنتخابية تصدر بمرسوم ضرورة، ونشرت بعض وسائل الإعلام (تسريبات) عن التقسيمة الجديدة للدوائر الخمس، وهذا الرأي مرفوض لدى كتلة الأغلبية وعدد كبير من المواطنين، فكيف تقبل الحكومة تعديل الدوائر (مُنفردة) دون الرجوع إلى مُمثلين الشعب ..!!
(المفتاح السحري) للخروج من الأزمات القادمة بغض النظر عن حكم المحكمة الدستورية اليوم، هو أن تُقسم حكومة سمو الشيخ جابر المبارك أمام البرلمان (مجلس 2009)، ومن ثم تُقدم كتاب عدم التعاون لحل المجلس “بما أن أسباب الحل ما زالت قائمة”، ومن ثم تدعو لانتخابات جديدة وفق النظام الإنتخابي القديم، وبعد قسم الحكومة والنواب في المجلس الجديد، تتقدم الحكومة بمشروع قانون لتعديل الدوائر ويتم تعديلُها وفق مبدأ التعاون بين السلطتين (التشريعية – التنفيذية) لنبدأ مرحلة جديدة من الحياة السياسية الكويتية بعيداً عن الأزمات المفتعلة.
***
كلمة رأس:
إن كانت الحكومة ومجلس الأمة مُجتمعان يُؤيدان العدالة في التوزيعة الإنتخابية فإنه ﻻ يوجد أعدل من الدائرة الواحدة وفق نظام القوائم ليتمكن المواطنون من أختيار مُمثليهم من جميع مناطق الكويت وفقاً للمادة 108 من الدستور “عضو مجلس الأمة يمثل الأمة بأسرها، ويرعى المصلحة العامة، وﻻ سلطان لأي هيئة عليه في المجلس أو لجانه”.
***
خارج السرب:
أبارك للأخوان القائمين على صحيفة الإرادة، واسأل الله لهم التوفيق والنجاح.
سالم العتيبي ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @ALDISTOR