الكلمة الصامتة لا تموت!
رصاصةٌ هي بل أشد فتكاً، فليس كل ما يُعرف يُقال، وليس كل ما يُقال يُعرف، وليست كل كلمة تُقال، وليس كل ما يُقال كلمة، وكذلك فليس الصمت صمتاً فبعض الصمت كلام أبى الخروج لأسبابٍ منطقية، فكم من كلمة صامتة عرفناها قبل أن نسمعها، وحدها الملامح تحكيها لنا، ولن يفقهها إلا قلة!
أحياناً عندما يصمت البعض عندما ننتظر منهم حديث مهم لا يعني عدم مقدرتهم على الحديث، ولكنهم يترجمون حديثهم أفعالاً، فليس كل حديث للحديث؛ لأن بعض الأحاديث صامتة والصمت بها ذكاء، والأغبياء وحدهم من يتحدث كثيراً. الراقصات والمغنيات أكثر ثرثرة، ومدراء الاستخبارات أقل الناس حديثاً مع الناس، والأوليات نعرف عنهن تفاصيل غرفهن! أما من تلاهم فلا نعرف عنهم شيئاً، ونخشى الحديث معهم؛ لأن الحديث الصامت مرعب وقد لا يحقق الأمر المطلوب إلا مع الأذكياء!
لست وحدك عندما تصمت، فمعك إرادتك، وليس كل شيء يستحق الحديث، فبعض الأحاديث لا تستحق إلا التأمل، وإياك أن تكون ثرثاراً، واعرف متى تتحدث ومتى تصمت ومتى يكون صمتك حديثاً يثني عليه الجميع، فالحياة أيام ولتكن أيامك في حكمة، واصطبر فالاصطبار من سمة الأخيار، ولا تكن صاحباً غداراً أو عاشقاً كَفّاراً؛ فمن ينكر الأيام ينكره الجميع، وابتسم فالابتسامة صدقة وحب، والحب لا يعرفه الحاقدون؛ لأنهم ترعرعوا على الكراهية، والمجتمعات التي تعيش على الكراهية تموت بسبب الكراهية، فدماء الجميع تحيا وتسيل للاقتتال، وإياك وقذارة اللسان فإنها تودي بصاحبها للتهلكة، فكم كلمة قذرة قتلت صاحبها وأبادته، وتذكّر بأن الحياة رحلة وأنّك عابر، فأحسن رفقة الرحلة، وكن صديق الجميع ولا تغدر بالجميع وإن غُدِرَ بك؛ اكتفي بالرحيل.
**
نبرات:
ـ كلنا سنموت، لكن كيف؟
ـ التجارب مدرسة أفضل من الدراسة، والحب أفضل مدارس التجارب؛ فبه تعرف حقيقة كل شيء!
محمد العراده ـ رئيس تحرير صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @malaradah