قلم الإرادة

بلطجية حاكم شورعي ..!

   بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين، أما بعد، أرحب بكل من دخل هنا تأدية لواجبه وأهمس بأذنيه: “لا تقلق يا سعادة الباشا، فأنا مجرد كاتب يكتب من وحي الخيال، عاشق للأدب القليل أدب” كما لا أرحب بكل من دخل إلى هنا من باب “الشغف”…

 

عموماً يحكى بأن هناك حاكم ترعرع في حانات السياسة وتشرب من خمرتها حتى بلغ مرحلة الفراسة الممزوجة بالخساسة، يعني “فارس خسيس” فوصل به الأمر أنه الآمر الناهي في بلاد الملاهي والتي لا يعرف شعبها سوى “حاضر طال عمرك .. خدّامك .. عبيدك” متناسين أنه لا عبودية إلا لله ولا خدمة إلا للإنسانية كافة وأن العمر مهما طال فإنه ينتهي .. “يعني حكي في حكي”. استمر هذا البلطجي الصغير وجسده يتشبع بـ “الخبث السياسي” فكبر قليلاً وصار عراباً سياسياً يجيد فنون اللعبة، وفي ذات مساء اجتمع بزبانيته وقال: “إلى متى والبلاد تمر بهذا الفساد؟ هل نعاني من تغريب أم تشريق؟ متى نعود لريادتنا؟ وأكثر من كل علامات الاستفهام.. اجتمع حوله من اجتمع من المغفلين والسذج وعبدة الدينار وبعدها استمر الحال كما هو عليه حتى استقر بوفاة العمدة، فتمزقت البلاد حينها وثار جل الشعب على الفساد وظهر كل ذلك أمام العباد، لا يخفى شيء .. ابتدأ بالتفكير وصار جل همة كرسي الرئاسة وبات لا ينام ليلهُ إلا ساعة، عمره يكبر وأمله يصغر وكل من حوله يشجعونه .. “أنت الأسد .. أنت الفهد .. إلى الأبد .. أنت التجارة .. أنت الإمارة .. وكل من بعدك دونك، فلا يليق بمقامك أحد”، تشجع قليلاً فأسس دولته الجديدة في داخل الدولة العتيقة وصار الناس هناك بين مشجعين له محاربين للفساد ومشجعين له مع الفساد ومحاربين له محاربين للفساد ومحاربين له مع الفساد، وبذلك بدأت تتحطم الآمال في حشد القوى المعارضة للفساد من جديد، وصار الجميع هناك لا يعلم أين الحق؟ وما الفرق بين الحق والباطل؟

 

غادر البلاد بعد أزمة اشتعلت ثم عاد بعد أن أطفأها وهو يقول في نفسه: متى اللقيا أيها الكرسي فلقد طال الانتظار ومن مثلي لا يحب الاصطبار، مجبورٌ أنا مجبورٌ، سأجلس يوماً ما عليك وسأستمر بسياسة جل من جلسوا عليه ورحلوا، سأنادي باسم الديمقراطية وفي داخلي ألف بيروقراطية، سأدعو للوحدة وسأشتت الجميع ففي التفريق “سيادة” وفي السيادة بقاء وفي البقاء استمرار وفي الاستمرار توريث.

 

بعد 10 أعوام وصل هذا “اللص” إلى “الكرسي” ومارس وظيفته التي ترعرع عليها “شفط خيرات البلاد والضحك على ذقون العباد” … لا داعي للتكملة وأكتفي هنا بنقطة أنهي بها الحديث.

 

ملاحظة: كتبت هذه المقالة باللغة العربية.

 

**

 

نبرات:

 

ـ الوزير اللص المحترف يدافع عن سرقته بأنها كانت خدمة للوطن، فلا يصدقه سوى الحمير والوزراء أمثاله؛ لأنهم على شاكلته أيضاَ ..!

 

محمد العراده ـ رئيس تحرير صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @malaradah

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى