البدون .. ولعبة الورقات الثلاث
في مسرحية “شاهد ماشفش حاجة” ينبري عادل إمام بحضور المباحث المكلفين في التحقيق بقضية مقتل الراقصة “عنايات” جانباً منزوي ببعض رجال الشرطة والمباحث حول طاولة مخرجاً ورق اللعب “الكوتشينه” لاعباً معهم لعبة الورقات الثلاث. يقف الشرطي والمساعد مشدوهين لحركة يده على الطاولة! وإيماءاته المميزة وبحركة درامتيكية موظفاً كل جزء في وجهه، يلعب عادل إمام دور كاشف الورقة “الرابحة”.
في مشهد ضاحك ومساحة فكاهية لا يتقنها إلا عادل إمام، لعبة الورقات الثلاث لعبة اخترعها النصابين فى حواري وأزقة السيدة في مصر لتجذب إليها من تطأ قدمه المكان أول مرة، إذ يوهم اللاعب الملعوب عليه بأنه أمام حظه لا أمام نصاب هدفه سلب ما في جيبه من نقود، يقودني عادل إمام ولعبة الورقات الثلاث لقضية البدون في شكلها التعيس ومضمونها البائس. إذ يلعب الجهاز المركزي مع أبناء هذه الفئة لعبة الورقات الثلاث، ملبساً جهازه رداء القانون موهماً الجميع بأن فأس الحل في قبضة اليد، المتابع من بعيد قد ينطلي عليه ذلك، ولكن المعايش لمعاناة هذه الفئة يعي جيداً أن لا فأس باليد ولا قانون، التخبط جلي للعيان، الجهاز المركزي في الصحف يختلف عنه في الحقيقة، نقرأ بين فينة وأخرى أن دفعة قد رُفعت لمجلس الوزراء، وأخرى قيد الدراسة لنقرأ بعد أيام قليلة أن من كانت على الطاولة للدراسة، “أنبت لها الجهاز سريعاً جناحان” وحلقت لمجلس الوزراء لتأتي دفعة “كسيحة أخرى تُدرس من يعيش القضية من نافذة الصحف يَهم بما يقرأ ولكن المطهم بعذاباتها يدرك أن التغيير الحقيقي الذي حدث وبعد خمسين عام هو غنشاء مدخل خاص للمعاقين على جانبيه درابزين لم يصبغ بعد.
أحمد المهيدي ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @alaliahmad