زمن العولمة
نبحر كل يوم صباحاً مع جاذبية العولمة الجديدة من عالم التكنلوجيا في جهازنا الموبايل الخاص لنمرجح في ديوان السيد/ تويتر المحترم ونتبادل أعذب المقتطفات السياسية والرياضية والجوية والإخبارية والحكم والقولات والنكت، فبالفعل ديوان استطاع صاحبه أن يجعلنا لا نتعدى 140 حرفاً نقول به ما نشاء، فهناك من يدخل هذا الديوان متنكراً كالمتسول ليقذف بكلمته وسبه واستهزاءه دونما لا يستطيع أحد معرفته فهذا تعود علي عدم المواجهة وبه حقد كبير يريد أن ينتقم دون أن يصل إليه أحد، وهناك من كان يزور هذا الديوان وهو واثق من نفسه واحترم ذاته ونفسه قبل أن يحترم المتواجدين بديوان العم ( تويتر ) فلقد اختلط الحابل بالنابل في هذا الديوان وكل زائر لديه قناعاته وحريه الرأي دون أن تتلقفه ألسن الجهال وتقفذه بأسوا التهم دون أحترام الرأي والرأي الأخر.
بالفعل ديوان العم (تويتر) يزوره الكبير والصغير والمثقف والجاهل المرأة والرجل سواء دون وجود قرار يمنع الاختلاط بذلك، فكل صباح لابد لنا من زيارة ديوان العم لنستمتع بالحديث مع الجميع، وعندما نترك هذا الديوان الجميل ونذهب يزداد بنا الشوق إلي المرور علي الحاج/ وات ساب لنشاهد ما بعثه لنا إخوة لنا يعرفوننا عن قرب من مقاطع فكاهية أو قصص أو ما جادت به أنفسهم فتتقلب بين هذا وذاك لترى تلك الوات سابات الكثيرة لديك، لكن وللأسف أصبح الحاج/ وات ساب مزعج أحياناً فهناك من لم يحترم راحة ونوم المرسل له وهو أنت فقد تتفاجأ برسائل الحاج وات ساب تتقاذف عليك في آخر الليل وعدم احترامك واحترام راحتك، فهناك الكثير ممن يستخدم هذه التكنلوجيا لا يعرف احترامك واحترام راحتك ونومك فلذلك ليس لديه وقت معين ومحدود وكأن الجميع يعيش نفس أوقات فراغه هو، ناهيك عن الأزمة الكبرى والتي أحدثها الحاج/ وات ساب في قلوب الكثيرين وفرق الكثير وهي أون لاين يلومك الأهل والأصدقاء علي عدم ردك عليهم عندما يشاهدون الحاج/ وات ساب أون لاين دون معرفة أسباب وعدم الرد وكأنهم يحسسونك بأنك تعمدت تطنيشهم ونسيانهم.
العولمة نعمة ونقمة بنفس الوقت فلذلك نقوم صباحاً بزيارة العم تويتر ومن ثم الحاج وات ساب وبعدها نختم زياراتنا الصباحية واليومية بزيارة الأخ/ انستغرام هذا الديوان الذي يجبرك حالياً أن تصور كل مكان وكل شيء أمامك لتجعل الجميع يشاهد صورك، حتى لو كنت تغسل سيارتك تضطر أن تصور لو كنت نايم تضطر أن تصور لو كنت تأكل وتلعب وفي سفر أو بحر فهذا العالم أصبحنا لا نستغني عنه كل يوم لنمر ونطالع ونشاهد ونتكلم في دواوين العم والحاج والأخ.
ما نشاهده ونسمعه عن انشغال الجميع بهذه التكنلوجيا يحسسنا بأننا ابتعدنا عن صلواتنا وعن عبادتنا وعن قراءة وردنا اليومي من كتاب الله فمن يريد الفوز في الآخرة وجنة عرضها عرض السموات والأرض لابد أن يجعل هذه العولمة وهذه التكنلوجيا آخر همه ويجعلها مسلية غير ملهية عن العبادة والتقرب إلى الله.
دمتم أعزائي القراء بخير وحب وراحه وسعادة وانشراح دائماً وأبداً…
جابر المرد ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @almerd202