هموم امرأة ..
كل شيء على ما يرام لطالما بقيت المرأة محجوبة، وتمكث في المنزل، حدود طموحاتها يحددها الرجل، يقيمها ويلغيها وفق ثقافته الذكورية، محرومة من التحرك خارج الدائرة التي وضعتها المعايير الاجتماعية التي لطالما تقف في وجه تطالعات هذه المرأة، هذه المرأة التي كان يتم أوهامنا بأنها متساوية مع الرجل، وأنها إنسانة نادى الدين بعظمة مكانتها، وفي أبيات الشاعر أحمد شوقي “الأم مدرسة إذا اعددتها أعددت شعب طيب الأعراق” في حصة اللغة العربية، وحين كبرنا صدمنا بالواقع الذي يحدد نجاح المرأة حسب نظرته، نظرته المحدودة القاصرة، كبرنا لنشعر أن الطير الطائر في السماء الذي لا عقل له أفضل من كائن يدعى المرأة! لقد كبرنا لنجد أن الدين الذي كرم المرأة لا يستخدم إلا بفتاوى ترجع وضع المرأة إلى الوراء وتجعلها في مصاف الحيوان، وكل امرأة في مجتمعنا تعمل جاهدة يحاول مجتمعي أن يصنع منها عاهرة بالقذف والشتم وتلفيق التهم، حتى وصل الحال إلى الرجل الذي يدعم زوجته في طموحها ويقف معها في وسائل الإعلام أو لا يمنع من ظهورها على أغلفة المجلات وصفحات الجرائد مجرد ديوث لا يملك أي غارية! إن كان عقلك محدود ونظرته رجعية كل ذلك لا يعطيك الحق بالحديث عن أعراض الآخرين ولا أن تقف في وجه تطلعاتهم بكلماتك المعتوهة، في الوقت الذي نضيعه بإصدار الأحكام على النساء ونقلص من حقوقهم تتقدم نساء أخريات في بلدان تعترف بأن المرأة نصف المجتمع ليس فقط بمجرد كلمات تدون بالكتب والصحف بل بالأعمال القانون والنظرة الإجتماعية، وما زال أحدهم إلى يومنا هذا يَقصُ علينا أنهم استخدموا حركات تحرير المرأة كوسيلة لصنع سلعة تجارية! أما كفاكم كذباً المرأة أصبحت وزيرة ورئيسة وتدير شؤون دول، منهم من هي رائدة فضاء قاضية إلخ..، الأهم من ذلك انه يتم احترامها ولا ينظر إليها كنكرة خرجت عن المنظومات الإجتماعية البالية، إن كان عقلك لا ينظر سوى إلى النموذج الذي يصور المرأة كسلعة وحلوى مكشوفة، فوجب عليك أن تراجع نفسك!
حنان الحمادي ـ كاتبة في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @i_hanoona