هي تحترق
بعيداً عن النظرة العلمية, الدراسات, والتحليلات المتخصصة …
إثبات حالة ! أنا هنا ! ألا تروني ؟؟! إذن سأحدث تلك الفوضى …
هي تريد الكثير .. تترقبه .. تلح عليه .. إن لم يأتِ إليها ستتمرد .. هكذا تتحكم بها فطرتها ..
تشويه الفتاة أنوثتها بالتدخين .. من زاوية معينة .. هو تمرد, صرخة إستغاثة ..
ألم تتساءلوا كيف لها أن تلجأ للتدخين وهي فتاة؟ كيف لها أن تفكر فيه؟ فهو ليس من ضمن الاختيارات لأي فتاة سوية … ! إستحالة مروره على خيالها ..!
فلنعد بالذاكرة كثيراً .. في طفولتنا اعتدنا على هذه العبارة “يماااا بنتحر إذا ما نمت في بيت خالتي” .. لأي طفلة هي عبارة دارجة طبيعية تعبر عن شدة الرغبة …
هذه الطفلة كبُرت نضجت, الاهتمام بها قل, توبيخها زاد, أصبحت بشكل ما مسؤولة عن ذاتها, هي مراهقة الآن ! ولأنها كذلك فهذه الدنيا بما فيها يشكلان إرهاق لها .. هي أصعب مرحلة تمر بها .. هي طفلة وكذلك ناضجة ! هي تريد ولكن تعجز ! هي متخبطة ! وظروفها الاجتماعية لا ترحمها …
وهنا أشدد على الظروف الاجتماعية .. سواءً كانت بيئتها المنزلية العائلية التي عاشت وتعيش فيها أو ظرف شخصي لها ..
لن أطيل السرد …
في إطار هذا المجتمع المحافظ الذي نعيشه وأصابع الاتهام التي لا تتردد كي توجّه للفتاة يعقبها سلسلة من الأحكام وتنفيذ العقوبات والحبس الانفرادي ! وبأحسن الحالات “كما يعتقدون” تكون التعذيب بالتجاهل !
في حين أنها كتلة من المشاعر والأحاسيس هي طفلة, بالمسايرة ترضى, بالحوار تكن وتهدأ, بالحنان والاهتمام ينطفئ اشتعالها … وهذا ما عجز المجتمع وكل كتب المدارس تعليمه لنا.
التدخين هو طريقة من الطرق النفسية المتعددة التي من الممكن أن تسلكها الفتاة التي تعاني نفسياً وقد يكون أبسطها, لذلك, سادتي الأفاضل … أيتها الأم وأيها الأب .. فليكن الحوار والتفاهم هما سيدا الموقف, إن أخطأت تسمعانها توجهانها لا تحكما عليها بالتوبيخ والتجريح .. حتى لا تلجأ للغريب المنقذ المجرم وعندها ستقع الكارثة الحقيقية وشكراً.
حصة بدر العبيدان ـ كاتبة في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @9oooo9a