من الأسر إلى التحرير 3-7
عند ظهر يوم الخميس الثاني من أغسطس عام 1990 صدرت الأوامر العراقية بعد سقوط طائرة عسكرية في ساحة العلم وحفاظاً على الأرواح بنقل المتواجدين في ساحة دوار الشيراتون إلى مكان أمن وتم نقلنا بواسطة ثلاث باصات للنقل العام بحراسة مشددة وطلب من قائدي الباصات بالسير بأقصى سرعة حيث اتجهنا إلى طريق جمال عبد الناصر وقد شاهدت الكثير من المركبات على جوانب الطريق وبعد دخولنا شارع الجهراء شاهدت الكثير من الدبابات العراقية في الساحات الترابية وبأعداد كبيرة من الجنود العراقيين المشاة وكذلك مررنا على بقايا طائرة عسكرية عراقية محترقة في وسط الطريق باتجاه مدينة الجهراء وقد تفحم قائدها ومرمي على الطريق عليه من الله ما يستحق.
وقد عبرنا الطريق المؤدي إلى الحدود العراقية مروراً بالعبدلي ودخلنا جمهورية الرعب وصولاً إلى منطقه الزبير الحدودية وقد أدخلونا إلى مبني مكتوب في أعلاه “معسكر قوات حمزة البطلة” في تمام الساعة 2 ظهراً حيث كانت الحرارة مرتفعة وتم إحصائنا وقد كنا حوالي 26 ضابطاً من مختلف الرتب والقوات وحوالي 45 عسكري كويتي وهناك أعداد من المدنيين من كل الجنسيات وتم إفرازنا كل على حدة الضباط والعسكريين والمدنيين وهنا وصل قائد المعسكر وهو برتبة عقيد ذو هندام نظيف وأعتقد بأنه إداري ولم يشارك بغزو الكويت وهنا سأل أحد الضباط العراقيين”ها اشلون الهجوم وعسى مابيه إصابات بقواتنا” وأجابه الضابط أن الأمور سارت على ما يرام وهنا التفت نحونا مرحباً بقدومنا قائلاً بأننا كلنا عسكريين ومالنا شغل بالسياسة وأساليبها “يعني الأخ عبقري” وهنا فجر مفاجأة من العيار الثقيل عندما وجه حديثه للنقيب العراقي بقوله عديتوهم فقال له نعم قال العقيد سجلتوا أسماءهم ورد عليه نعم ثم قال “جبتولهم شربت” رد عليه الضابط لا سيدي فأمر سعادة العقيد بإحضار “الشربت” على وجه السرعة.
دالي محمد الخمسان ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @bnder22