إنساني أم قومي؟ إنساني قومي ..!
جلست ذات مرة مع رجل يؤمن بالمساواة والحرية وبين كلمة وأخرى لابد أن يذكر “الديمقراطية” لدرجة أنه مستاء من وضع الشعوب العربية والسلطات ويصفها دائماً بـ “اللا وعي والتناقض” وهو صادق بذلك، ولكن الطامة الأعظم هي تناقضه، ففي حديث ما تطرقنا للأعراق وكان الحديث عابراً كأي حديث حتى بدى لي ما كنت لا أريد، اكتشفت بأن الرجل عرقي من الدرجة الأولى فلا ينافسه بالعنصرية للعرق حتى “هتلر” زعيم العرقيين كافة وسيد العنصريين وعرّابهم ..!
قال لي بأن العنصر العربي أطهر عنصر على وجه الأرض، ففي العروبة النبي وبلسانها القرآن وببحرها حلاوة اللسان وفن البلاغة، ومقارنة بالشعوب الأخرى لابد من تفضيل العربي على كافة الخلق فهو الأقرب “والأقربون أولى بالمعروف” .. تحدث كثيراً فسألته: ما الذي يدفعك للدفاع عن القضية الفلسطينية؟ الإنسانية أم الدين أم العروبة؟ فقال لي العروبة أولاً والإنسانية ثانياً والدين ثالثاً، فقلت: ماذا لو سرق عربي مسلم يهودي روسي في جنيف؟ هل ستحمي العربي من وصول السلطات إليه أم ستقف مع اليهودي لتعيد ما سرق منه إليه؟ قال: “بل العروبة .. العروبة” .. (يلعن هيك إنسانيه يا زلمه) ..!
يبدو بأننا نعاني من صعوبة في تفسير المصطلحات، لقد اكتشفت بأن الليبراليين في وطني العربي غالبهم خليط من العلمانيين والإلحاديين والقوميين ولا أعلم “شاللي دخل الأخيره؟” وأن السلف غالبهم من “التكفيريين أو ممن ارتكبوا معاصي كبيرة جداً جداً أو ممن يعانون من السمنة فلا أنثى تنظر لهم ولا حتى مومس” وأن الإخوان غالبهم “عبيد سلطة باسم الدين” (ومسكينه هالشريعه) وأن أصحاب الخواتم غالبهم “مخ فارغ يبحث عن فرنكات آخر السنة” … إمممم وأن العرب غالبهم “يقدس عروبته على الإسلام وعاداته التي يتنافى بعضها مع الإسلام ولا يبالي ولو قيل له خلاف ذلك” ..!
عموماً لقد اكتشفت الكثير وأهم اكتشافاتي أننا نعيش في عالم آخر عن العالم الحقيقي، عالم يسمى بـ ” ….. “، إملأ الفراغ لوحدك وأظنك ستجيب لأنك لوحدك فلا أحد يراك وستضحك كثيراً؛ لأنك تعلم وتتغاضى وتنكر. أيها المواطن العربي الخطير لقد صادفت مثلك الكثير وكلهم من أبناء عمومتك، لكني لن أستغرب متداركاً أنك ما زلت تعيش في بلادٍ يطلق عليها “ديمو-شيخية” وهي هجين استبدادي إسلامي ليبرالي وكل شيء، ولا يكون هذا الهجين إلا في بلاد أحفاد “شليويح” العربي القح أباً عن جد وصولاً لآدم ولا أعلم هل سينسب آدم لعروبته أيضاً أم لا؟ .. عموماً وما أكثر العموم .. تصبحون على إنسانية بمعناها الحقيقي لا العربي المغلف بقراطيس القومية ..!
نبرة:
سلطاتنا في الحب تقتل بعضها
.. ما أعظم السلطات للحكواتي ..!
محمد العراده ـ رئيس تحرير صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @malaradah