“الرحمة العالمية”: الوضع في غزة كارثي بكل المقاييس وحصارها الأطول في التاريخ
توقفت آلة التدمير لقوات الاحتلال بانتظار ما تسفر عنه المفاوضات الجارية حاليا في القاهرة، مخلفة وراءها قطاع محطم بكامله، يفتقد لأبسط أسباب الحياة، بعدما أعطبت محطات الكهرباء والماء وقتلت الأنفس المحترمة وهدمت الدور على ساكنيها.
ذكر رئيس مكتب فلسطين في لجنة الرحمة العالمية التابعة لجمعية الإصلاح الاجتماعي الدكتور وليد العنجري، أن الوضع الإنساني في غزة فاق التصور، وأصبح كارثياً بكل المقاييس، مشيراً إلى أنه بين عام وعام تتجدد الآلام بعدوان أكثر وحشية، حيث القتل والهدم والتنكيل، هذا حال أهلنا في غزة الذين يشهدون أسوأ وأطول حصار حدث لشعب في العالم، وذلك كون الحصار يقترب من نهاية عامه السابع، واليوم نتحدث عما يقرب من 2000 شهيد و10 آلاف مصاب.
واضاف العنجري في تصريح صحافي، انه في الوقت الذي يفوق عدد سكان القطاع المليون ونصف المليون نسمة، وتضم مدينة غزة وحدها 400 ألف نسمة، ومعظم سكان القطاع هم من لاجئي 1948، فإن القطاع يشهد حصاراً هو الأطول في عمر البشرية منذ سبع سنوات، يشتمل منع أو تقنين دخول المحروقات والكهرباء والكثير من السلع، ومنع الصيد في عمق البحر، وغلق المعابر التي تدخل من خلالها المواد الحياتية التي يحتاجها سكان القطاع، وقد أدى ذلك إلى كوارث إنسانية تتمثل في نسبة البطالة 39 في المئة في الربع الأخير من العام الماضي، وعدد العاطلين عن العمل في قطاع غزة حوالي 160 ألف شخص، وبلغت نسبة انعدام الأمن الغذائي في غزة 57 في المئة، وما يزيد على 95 في المئة من المياه لا تنطبق عليها معايير منظمة الصحة العالمية للشرب، ويعاني 20 في المئة من أطفال غزة من الأمراض المتصلة بالمياه، وبلغت الكثافة السكانية في غزة 4742 فرداً/كم2 وهي من أعلى المعدلات العالمية.
وبين العنجري أما في شأن ما تم تقديمه لدعم أهل غزة، فان مكتب الرحمة العالمية والذي تم تأسيسه منذ عام 2007 يقوم بدوره الإنساني، ولأهل الكويت الشكر والتقدير حكومة وشعباً على ما قدموه من دعم لجهود الرحمة العالمية عبر سنوات من العطاء تم خلالها تأسيس العديد من المشروعات الخيرية والإنسانية، منها مزارع لتحسين الحالة المعيشية لأهل القطاع، وعدد من المخابز الخيرية بجانب دعم المشروعات التعليمة كالمدارس.
ولفت العنجري إلى الصرح الطبي المتمثل في مستشفى الكويت التخصصي في رفح، والذي كان ملاذاً لمئات الجرحى وعشرات الشهداء، حيث استقبل خلال ثلاثة أيام فقط أكثر من 323 جريحاً 70 شهيداً، وذلك بعد أن تم تدمير المستشفى الحكومي الوحيد في المنطقة، كما تم تقديم مساعدات لما يقرب من 200 جريح، عبر تقديم المستلزمات الطبية الضرورية لهم، مضيفاً أن مستشفى الكويت التخصصي الذي أسسته «الرحمة» في غزة، قام بإجراء 15 عملية كبرى ساهمت في إنقاذ أرواح مصابين.
وأكد وليد العنجري أن أزمة الرواتب والحصار أثرت بالسلب على الكثير من أسر القطاع، لذلك خصصت «الرحمة العالمية» جزءاً من الإغاثة كمصروف نقدي لمن هدمت بيوتهم، مؤكداً أن هذا الدعم كان لتخفيف العبء عن الأسر التي فقدت المأوى نتيجة القصف، حيث تم تقديم 500 دينار كدعم لمن هدمت بيوتهم، لشراء حاجيات للإيواء أو دفع قيمة إيجارات لشقق وبيوت بديلة، حتى لا تشرد هذه العائلات في الشوارع، كما استطاعت «الرحمة العالمية»، وفقاً لما أعلن عنه العنجري، أن تقدم 5000 وجبة ساخنة، لغوث وإطعام آلاف من أبناء غزة، خاصة الذين لجأوا لبعض المدارس التابعة للأونروا.
جدير بالذكر بأن جمعية الهلال الأحمر الكويتي قدمت مساعدات إغاثية عاجلة لقطاع غزة، من خلال تسييرها عدة رحلات جوية إلى مطارات مصر، وتضمنت المساعدات مواد وأجهزة طبية ومحروقات لتشغيل المولدات الكهربائية في المستشفيات.