ولكني لم أتعلم شيئاً!
كعادتي في تخبطي؛ بل كعادة الحياة، لا شيء يبقى وفق النظام حتى مقالي الذي يجب أن يكون كل أحد تقدم موعده وقد يتأخر لاحقاً، فأنا لست ممن يكتب لأجل الكتابة وإثبات الوجود؛ بل أكتب لأجل إرضاء غرور ذاتي بالحقيقة، أنا عندما أكتب أخط اعتقاداً قبل الحبر، وأحيك حقائقاً يخجل منها البعض، قد لا أكون محقاً تماماً ولكن ذلك لا يعني بأن ما أحيكه هراء، راجع عقلك فيما ستقرأ ثم حدد بينك وبين ذاتك، لا تقلق لن يسمعك أحد وأنت توافقني إن كنت جباناً في الموافقة.. عموماً لا علينا!
تعلمت من الحياة أن الشك مفتاح الحقائق، وأن الحقائق الحقيقية موجودة ولكنا أغلبنا لا يحب الخوض فيها.
تعلمت من الحياة أننا كلنا كذبنا، وأن الكذب واقع يرفضه البعض ويحاربه وهو أكبر الكذبة!
تعلمت أن الأشياء كلها نسبية، وأن النسبية هي الحقيقة الثابتة التي يجب أن يؤمن بها الجميع.
تعلمت أن أحدق بعين كل من يحدثني بصمت حتى أقرأ تلك الحقائق الغامضة؛ لا لإرباك من أمامي ولكن لثقتي بأن ليس كل ما يقال حقيقة!
تعلمت أن التحديق في عين النساء خصوصاً يبث إليك رسائلاً حقيقة عن الحق، وأن علاقة الرجل بالمرأة هي علاقة رأسمالية، ولولا الحاجة لما اجتمعا!
تعلمت أن الزواج غير مجدي، وأن الإخلاص به مثالية لا حقيقة لها إلا نادراً، وكلكم ستضعون أنفسكم بالنادر لأنكم لا تحبون الحقيقة!
تعلمت أن الحب وإن كان موجوداً فإنه قد يتحول لكره أو عدم حب على الأقل!
تعلمت أن الرأسمالية هي الواقع الذي يجب أن يؤمن به الإنسان؛ لأن الاشتراكية مثالية لن تتحقق والدليل فشلها في العالم!
تعلمت أن الأصدقاء إن كانوا 10 آلاف لن تجد إلا 10 منهم حقيقيين مخلصيين يحبونك لأجل حبك لا لأجل شيء، وينم هذا الحب عن علاقة روحية مترابطة.
تعلمت بأن الرياض تكشف لي الكثير من الحقائق، وأن كل زيارة لهذه المدينة تكشف لي الإنسان على حقيقته!
تعلمت بأن الشرف ليس مطلق، وعدم الشرف ليس مطلق، وأن كل إنسان شريف وعدم شريف معاً!
تعلمت بأن الحياة جميلة إن اكتشفت الحقائق، والأجمل أن تراها كما هي بصمت وتبتسم لأنها حقائق ولم تأتي بجديد!
تعلمت بأن أغلب المتزوجين حمقى؛ يصل بهم المطاف بعدم الاهتمام والإهمال وعدم البحث عن الحقيقة المتغافلين عنها؛ لأنهم يريدون العيش وإكمال الحياة فقط!
تعلمت من السياسة أن أدياننا ومذاهبنا أداة للصراع، وأن الرعاع كثر!
تعلمت أن الصمت يغضب من حولك؛ لأنك إن كنت محقاً أهنته بطريقة راقية، وإن لم تكن محقاً ستجعله في ريبة وكأنه هو المخطئ!
تعلمت أن الحياة لن تدوم لأحد، فكل كبير سيصغر وكل صغير قد يكبر وقد يموت قبل أن يكبر ولكنه ينمو على الأقل!
تعلمت بأننا نريد للحياة أن تمضي كما هي عندما نستسلم، ولكني أنا لا أحب الاستسلام!
تعلمت بأن الغيبة طعام اللسان اللذيذ حتى وإن كتب الكثير عنها بأنها محرمة؛ لا تهتموا هو يريد المثالية!
تعلمت بأن اللحى مصدر كبير للأموال!
تعلمت بأن لكل رجل سلالة حتى سيدنا آدم ولكن هذه السلالة ليست بكل تأكيد هي نفسها المتوارثة، فكم امرأة خانت زوجها بغزوة أو نزوة عبر التاريخ؟ ولا تعميم في ذلك
تعلمت بأن الحياة مسرح فتابع حتى يأتي دورك ثم قف وكن البطل؛ لن يصفق لك أحد، صفق لنفسك؛ لأنك تمتع نفسك!
تعلمت بأن البكاء عند النساء قد يكون ندماً ولكنه غالباً ما يكون هدفاً لأغراض أخرى!
تعلمت بأن الرجال الذين ترونهم ليسوا كلهم رجال؛ بعضهم رجل أمام الكاميرا فقط!
تعلمت بأن الحجاب لا يعني العفة وكذلك تقصير الثوب؛ أغلبها عادات وتقاليد!
تعلمت بأن النساء لسن كلهن مريم العذراء، وأن الرجال ليسوا كلهم محمد المصطفى.
تعلمت بأن الحرام كلمة نادراً ما تطبق في الواقع!
تعلمت بأن كل شيء قابل للتعلم، وكل شيء قابل للانهيار!
تعلمت بأن السيجارة تقتل شخص كل 8 ثواني، وأن الانتظار يقتل القلب كل ثانية!
تعلمت بأن النساء أسلحة حربية يستخدمها الرجل كما تقول “كيلي أوليفر”!
تعلمت بأن الغياب بوابة النجاح، وأن “تلك الأيام نداولها بين الناس”!
تعلمت بأن المبادئ والأفكار أوراق ذات تصميم تنافسي توزعها الأحزاب والتيارات السياسية!
تعلمت بأن أغلب المتدينين الذين يستلمون التبرعات للفقراء لصوص مع مرتبة القرف!
تعلمت بأنكم ستتفقون معي في غالب ما قرأتم ولكنكم ستخجلون من الإفصاح عن ذلك، وقد تبتدأون بالهجوم..
عموماً؛ على الرغم من كل ما تعلمته، إلا أنني لم أتعلم شيئاً بعد!
**
محمد العراده ـ رئيس تحرير صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @malaradah