قلم الإرادة

التعليم تحت المجهر

   تعد مشكلة التعليم في العالم العربي بشكل عام من المشكلات المزمنة بداية من إنشاء المدارس وتهيئتها لتكون مناخ علمي يليق بالدارسين ومروراً بتطوير المناهج ثم إعداد المعلم الذى هو “عصب العملية التعليمية” ثم إعداد الكوادر العلمية التى تحمل على كاهلها مسؤلية رسالة التنوير في المجتمع، والكويت ليست بعيدة عن هذا المحيط المشكل!

 

ففي فترة ليست بعيدة لاحظ الجميع ظاهرة واضحة وهي إنتشار التعليم الخاص وإزدياد عدد المدارس الخاصة وهذا تطور يساعد المجتمع على النمو ويعمل جنبًا إلى جنب لمساعدة الوزارة على إستيعاب الأعداد المتزايدة من تلاميذ المدارس العامة ولكن الظاهرة البارزة هي إقبال أولياء الأمور على المدارس الخاصة دون العامة بالرغم من إزدياد مصاريف التعليم الخاص؟ ومجانية التعليم العام!!

 

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: لماذا هذا التحول؟؟

 

وبشيء من التحليل البسيط سنلقي الضوء على كلا الطرفين فالنسبة للتعليم العام يعرف كثيرٌ من الناس عنه رغم مجانيته فالدولة تولي اهتماماً غير عادي بهذا التعليم، فالميزانية المرصودة له في الكويت بالمليارات ومع ذالك نجد هذا العزوف ونُرجع السبب هو أن مدارس الدولة ما زلت متواضعة في الشكل والهيئة والإعداد!!

 

كذلك نجد إهمال ليس بالهيّن من بعض المعلمين فى أداء رسالته السامية وذلك لأنه يعلم تمام العلم أنه في نهاية كل شهر يتقاضى راتبه دون نقصان فلماذا يجهد نفسه فى المدرسة ؟ فالأولى عليه أن يوفر مجهوده للدروس الخصوصية التى بالطبع تدرُ عليه أرباحًا طائلة!!

 

كذالك لا يهتم المعلم بالنسبة وهى نسبة النجاح ٧٠٪ أو ٨٠٪ أو ١٠٠٪ فبرغم من أن وزارة التربية تشدد على نسبة النجاح لكنها غير مفعلة ونقول بلا حرج يمكن التلاعب بها وعلى فرض تحقيق نسبة النجاح (متدنية – سيئة) فلا حساب على إدارة المدرسة أو حتى المدرسين.

 

كذلك مبدأ المجانية الكاملة فى التعليم تجعل الطالب إتكالي مهمل فهو لم يدفع شيء كي يحرص على عدم ضياع الفائدة من وراءه. ويعتمد على الدروس الخصوصية: أما فى حالة التعليم الخاص فيختلف الأمر تماماً فالمدارس مُعدة إعداداً كاملاً وإدارة المدرسة تراقب المعلم بشدة وحزم ويتم تفعيل برامج تقويم الطالب بكل حزم والمتابعه مستمرة بين المدرسة وولي أمر الطالب كذالك تطوير مناهج التعليم فى المدارس الخاصة، والاهتمام الكبير بالنسبة الصحيحة ومحاسبة المعلم الذى تقل نسبته عن المطلوب، كل هذا وأهم منه اهتمام ولي الأمر بنفسه بهذا النوع من التعليم لأنه يدفع من ميزانيته الخاصة مبلغ ضخم لأبنائه على خلاف ما سبق من التعليم العام.

 

هذه إطلالة سريعة على وضع التعليم العام والخاص فى الكويت الأمر الذي يدعونا جميعًا للوقوف صفًا واحدًا لدعم التعليم العام لأنه يستنزف جزء كبير من موارد الدولة.

 

وأقول فى النهاية :

 

بالعلم والمال يبن الناس ملكهم

                  ولم يبن ملك على جهل وإقلالُ

 

خالد الشبلي ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى