قلم الإرادة

بدون مجاملة

   كان من المفترض أن نكمل حوارنا حول زيارة السيد الرئيس د. محمد مرسي للصين وما تحويه هذه الزيارة من رسائل عدة لجهات عديدة أيضاً ولكن اسمحوا لي أن أغير مسار الحوار اليوم على أن نستكمل الحديث في زيارة الرئيس للصين في الاسبوع المقبل وهذا لسبب بسيط وهو جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها الرئيس مرسي أيديولجياً وفكرياً وسياسياً.

 

كل من يهتم بالساحة السياسية المصرية أو حتى يتابعها من بعيد لابد وأن تحط عينه أو يقع سمعه على اسم شخص مناضل ووطني ومؤثر جداً في السياسة المصرية الداخلية بل ووصل تأثيره لخارج حدود الأراضي المصرية حتى أنه وصل لشعبية جارفة داخل مصر وخارجها لما يتميز به من نظرة ثاقبة وآراء تحترم وميله دائماً للطبقة الفقيرة وطبقة العمال والفلاحين.

 

هذا المناضل الوطني هو الأستاذ حمدين صباحي أحد المرشحين السابقين في انتخابات الرئاسة المصرية والذي حصل على المركز الثالث بعد الفريق أحمد شفيق وقبلهم في الترتيب د. محمد مرسي ولمن لا يعرفه هو حمدين عبد العاطي عبد المقصود صباحي ولد بمحافظة كفر الشيخ وتحديداً بمدينة بلطيم عام 1954 م تخرج من كلية الإعلام جامعة القاهرة وتدرج في اتحادات طلاب الجامعة حتى وصل لمنصب نائب رئيس اتحادات طلاب جامعات مصر عام 1975 م وحصل على درجة الماجيستير في الصحافة عام 1985 م ثم أسس بالاشتراك مع المناضل فريد عبد الكريم الحزب الاشتراكي العربي وهو أول من أثار قضية تصدير الغاز المصري للكيان الصهيوني داخل البرلمان عام 2005 م وبالطبع زج به في السجن سنوات عديدة بسبب توجهاته وآرائه المناهضة للحكومة آنذاك – أي أن حمدين رجل ناصري اشتراكي ينادي دائماً بالكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية والحرية وذلك منذ أن وقف وجهاً لوجه أمام الرئيس البطل الراحل محمد أنور السادات لينقل له وجهة نظره في الوضع السياسي وقتها ولم ينسى أيضاً أن ينقل له مدى حزن المصريين على الوضع الفلسطيني وأنه يجب أن نسترد الأراضي المقدسة ولا نتركها وحيدة ومنذ ذلك الحين ولم يتغير أو يتبدل رأي حمدين وتوجهاته السياسية وبعد أن اتخذ القرار وترشح للانتخابات الرئاسية المصرية وحصل على المركز الثالث بفارق بسيط عن الفريق شفيق انتبهت الجماعة لخطورة هذا المناضل وشعبيته الجارفة فبدأت بإسلوبها المعهود بشن حملة شعواء على الرجل دون أدنى سبب ظاهر أو باطن فتارة نجدهم يحولون شعار حملته الانتخابية من (واحد مننا) إلى (واحد خمنا) دون ذكر أي سبب يدعوهم لقول ذلك أو سببه فما هو الذي خمنا فيه حمدين؟ الله أعلم وتارة تجدهم يتحدثون على أن حمدين صباحي يعقد المؤتمرات والندوات بالكنيسة المصرية وكأن الكنيسة المصرية أصبحت الآن وبقدرة قادر وصمة عار في جبين كل من يقترب منها بعد أن كانوا أيام الانتخابات ينادون بالوحدة الوطنية واتحاد الهلال مع الصليب وأن الرئيس حال فوزه سوف يعين نائباً له قبطي أو قبطية وأن فريقه الرئاسي سوف يضم أقباط وعندما يقابل المرشد العام البابا تجدهم يهللون ويمتدحون المرشد على سماحته وتواده مع الإخوة الأقباط لكن عندما يذهب إليهم حمدين يكون فاسق وكافر ويقع عليه الحد مع أنهم هم من قالوا أن الرئيس مرسي رئيس لكل المصريين بما فيهم الأقباط ولكن هذا ما عهدناهم عليه تارة أخرى تجدهم يسخرون من اسم الرجل فيلقبونه (حمضين) أي أنهم يدعون أنه مثل الطعام الحامض أي الخاسر والذي ليس له قيمة أو فائدة, فهل حضراتكم تجدون سبب واضح ومقنع لهذا السيل من السباب والخوض في سيرة وتاريخ هذا المناضل وهذه فقط أمثلة لما يقولونه عن حمدين، اكتفيت بها لكي أوضح لكم ما يجري فكما عهدناهم دائماً لا يتنافسون بشرف ورجولة دائماً ما يلتفون ويخوضون في السير والأعراض لا يتبارون في الساحات دائماً يطعنون من الخلف فهذا الرجل هو من وقف واعتصم للإفراج عن كبار رجال الإخوان ومنهم المهندس خيرت الشاطر وغيره هؤلاء هم جماعة الإخوان المسلمون يتميزون في عقد الصفقات المشبوهو يتفننوا في الهروب من المواجهات دائماً يمتازوا بالمراوغة والالتفاف على جوهر ومضمون الأشياء ولا يوجد خير من كلام الله سبحانه وتعالى لأرد به على هؤلاء بسم الله الرحمن الرحيم (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالالقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون) صدق الله العظيم.

 

وبالطبع هذه الجماعة التي تدعي الإسلام لم تترك منهي عنه في هذه الايه إلا وأتوا به فلابد لهم من الاستتابة والله غفور رحيم – أما نصيحتي للمناضل الوطني الأستاذ حمدين صباحي أصبر وناضل وجاهد في سبيل وطنك ورسالتك التي تؤمن بها وأتمنى منك العمل بكل جد وجهد لإيصال التيار الشعبي لأغلبية البرلمان بالتوازي مع الدكتور البرادعي وحزب الدستور فأنتم أمل مصر القادم وأمل مصر في معارضة قوية فاعلة وأتمنى منك ومن الدكتور البرادعي أن تتحدوا لكي تستطيعوا حشد الناس كما يفعل غيركم حتى تصلوا بهذا الجيل إلى كرسي الرئاسة إن شاء الله.

وفقكم الله لما يحبه ويرضاه وعاشت مصر محروسة بأمر من الله.

 

محمد سمير ـ كاتب مصري

 

Twitter: @Momo202005

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى