قلم الإرادة

66 عاماً من الدعاء!

   في ظل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة تتعالى أصوات العرب بالتنديد فقط لا غير، وهذا شيءٌ قد اعتدنا عليه، وجل ما يحزنني أننا قد اعتدنا عليه، الجديد ههنا أنني في كل مرة أصدم من العقلية العربية وتنوعها في التطوير من مواقفها السلبية، فقد تطورت الأمور حتى بات المُغردين العرب ينشرون الأدعية لأهل غزة في تويتر! بل ويشككون في ولاء كل شخص لا يقوم بنشر الأدعية في حسابه لأهل غزة والمقاومة! في حال أن الجيل الحالي يعتبر أن كل من لا ينشر أدعية للتويتر خائن وعميل، فهذه كارثة!

 

أنا لا أنكر الجرائم التي تحدث في حق أهل غزة، والخسائر المادية والبشرية، ولا يعني كل ذلك أنني لا أتألم لما يعيشونه تحت الحرب الطاحنة، إلا أن ذلك لا يجعلني أتستر على غباء العقول من حولي وتعاطيها للأمور على هذا النحو الساذج، سيأتي أحدهم ليقول لي ليس لنا القدرة على الجهاد وأقل ما نقدمه الدعاء، ولكن أقول له مجرد عدم الدعاء وبالأخص في تويتر! لا يجعل مني عميلة وخائنة للعروبة!

ويبقى قسم آخر يضع العديد من الصور، ولا سيما الصور التي يظهر بها العديد من المدنين الإسرائيليين وخوفهم أو هروبهم عند سماع صفارات الإنذارات أثناء القصف على تل أبيب، يُعلق البعض على الصور بوصفهم الجبناء الفارين، هذا الشعب الجبان كل ذكر وأنثى منهم يبلغ سن الثامنة عشرة يلتحق بالتجنيد، نصف هذا الشعب مُجند، هذا الشعب الجبان يملك جيش ذو قوة لا يستهان بها وخبرات من الحرب العالمية الثانية ومزود بأحدث الأسلحة، هذا الشعب الجبان يُنتج ويُصنع ويملك زمام الاقتصاد في كبرى دول العالم، ففي الوقت الراهن وحدنا الجبناء لا أكثر، أنا لا أضخم من حجم العدو كما قد يظن العديد، أنا فقط أحاول أن أعرض أمامكم الحقائق التي يغفل عنها الكثير أو بالأحرى لا يريد رؤيتها أو سماعها.

 

حنان الحمادي ـ كاتبة في صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @i_hanoona

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى