رمضان والكويت
لم يأتي رمضان سابق على بلدي كهذا الشهر فكم من رمضان يدخل في السابق علينا فإذا دخل هدأت النفوس وازدانت الأحوال فيما بين أطراف الشعب أما رمضان هذه السنة فمذ دخل ونحن في خصام وتخوين لبعضنا والله المستعان، في السابق كانت مفسدت الصوم تنحصر تقريباً في الفضائيات أما رمضان هذا العام فكانت بالضرب من قبل قوات الداخلية الخاصة ومن قبل أبناء الوطن في تجمعهم وإيذائهم للناس وتكسيرهم للممتلكات العامة.
لا أريد أن أدخل في حرمة التجمعات أو إباحتها أو أنها حق دستوري أو ضرب قوات الأمن للمواطنين لكن ألا ترون معي أن لهذا الشهر حرمته وخصوصيته وأنتم انتهكتم حرمته بأفعالكم!!!
إذا كان الفقهاء نصوا على أن المسافر إذا قدم إلى بلده يمسك عن المفطرات احتراماً لخصوصية الشهر وهو قد أبيح له الفطر بعذر شرعي وأنتم أنهكتم وأفسدتم حُرمة شهركم بأفعالكم القبيحة.
سأضع بين يديك أيها القارئ الكريم تصوراً للأحداث المقبلة وأدعو السلطة والمعارضة للالتزام بها حتى تنتهي دوامة الخلافات، فقد سئمنا ومللنا تلك الصراعات المصطنعة الخاسر فيها الوطن، فإذا أردنا أن نخرج مما نحن فيه لا بد من الحوار قبل كل شيء فبالحوار من الممكن أن نصل لحلول وسط نستطيع أن ندير بها العملية السياسية للبلد ولا بد للسلطة أن تعي جيدا المثل القائل إذا أردت أن تطاع فأْمر بالمستطاع ولا بد للمعارضة أن تعي جيداً المثل الشعبي القائل يدٍ ما تقواها صافحها فالسلطة لم تستطع إرغام الناس على الطاعة والمعارضة لم تستطع إرضاخ السلطة فلا بد من حل وسط والحر لا يكون إلا بالحوار.
**********
شهر رمضان الذي أنزل فيه القران فدعوة لكم جميعاً لتدبر كتاب الله في هذا الشهر والنأي قليلاً عن أشغال الدنيا ومتاعبها إلى أمر الآخرة وسعتها.
**********
أعتذر منكم عن الإطلالة عليكم لمدة تنبو وتزيد عن الشهر فإلى ذلك الحين أسأل الله أن يحفظنا ويحفظكم.
ماجد العتيبي ـ إمام مسجد
Twitter: @m_al_otibii