لا أؤمن برب القتل والكراهية
“إذا كان لمفهوم وجود الله أية مصلحة أو غاية، فإنه يهدف تحديداً لجعلنا أكبر، أكثر حرية، وأكثر محبة، أما إذا كان الله غير قادر على ذلك؛ فقد حان الوقت كي نتخلص منه!”
جيمس بالدوين
إن العبارة السابقة للكاتب الروائي والمسرحي الأميركي من أصل افريقي تُعيدنا إلى جوهر الإسلام، تقدم لنا المعنى الإنساني للدين والذي غاب عن الكثير، الإسلام القائم على الإنسانية، والذي جاء به محمد وكان جل همه أن يصنع إنساناً في الناس قبل أن يقيم الصلاة في المساجد، الغاية الحقيقة لهذا الدين ليست تربية اللحي والحجاب والمساجد التي تشير إلى وجود الله، لأن الله غني عن كل ذلك، الغاية هنا تربية قلوب تشير إلى الإنسان، فالإيمان يسعى إلى خلق علاقة بين الإنسان والخالق، والإنسان هو من يصنع الدين وحتى لا يتم تكفيري فكلمة “يصنع” هنا أقصد بها أن يعكس جوهر الدين على سلوكيات الشخص، إلا اننا كثيراً ما نسيء له نتصور بأن الدين محصور بالعبادات فقط لا غير وننسى أخلاقه، إنسانيته، الدين معاملة، أسلوب حياة لماذا أصبح في هذه الأيام دم أخينا الإنسان رخيصاً؟ تُسفك الدماء وتبقى الحجة الدين! نُحولُ بقعة الأرض صراعاً دينياً، في ما مضى كنت أظن أن الإرهابيين والقتلة، هم مجرد جماعة مريضة تروج للدين لأسباب سياسية بحته، وأن فكرهم المريض أبعد من أن ينتشر وسط مجتمعي، إلا أني الآن اصدم في كل يوم بكمية البشر من حولي وهم يتبنون أفكار القتلة ويصفونها بالجهاد!، في ظل كل ذلك أنا لازلت أصر وأقول الرب الذي يدعوا إلى القتل، الرب الذي يأججُ الكراهية في النفوس، الذي يزرع الرعب في قلبي كي أؤمن به، الذي يميز بين البشر، ويفضل فئة على آخرى، ليس رباً، ليس رباً، بل تجسيد لخيال بشر مريض ممتلئ بالكراهية لذاته ولمن حوله ويدعونا إلى هذه الكراهية، الله الذي استشعر وجوده هو في دواخلنا محبة ونور، انفر من صورة الله الذي يروج لها أصحاب الفكر التكفيري، والذي بات يحسب على ديننا الإسلامي “الإنساني” للأسف.
حنان الحمادي ـ كاتبة في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @i_hanoona