لحظات قبل غروب الشمس 8
إن فضل الوالدين علينا عظيم ولهم علينا حق كبير ولا يمكن بحال من الأحوال أن ننسى الجهد المبذول في رعايتنا ونحن صغار والاهتمام بنا ومدى الحب الكبير الذي يحملانه في قلوبهم الطاهرة وبخاصة الأم التي تدعو الله لنا في كل وقت وما نحن فيه الآن من فضل يعود إلى صاحبة القلب الحنون التي سهرت وتعبت وصبرت وبذلت الشيء الكثير لإسعادنا.
وللوالدين حق كبير الآن بعد أن توفاهم الله يتمثل في الدعاء الدائم لهما بالرحمة والمغفرة والتصدق وعمل بعض المشاريع الخيرية الدائمة ويعود أجرها لهم وهذا أقل القليل في رد الجميل لهما.
كان “علي بن الحسين” كثير البر بأمه ومع ذلك لم يكن يأكل معهما في إناء واحد فسئل: إنك من أبر الناس بأمك ولا نراك تأكل معها؟ فقال: أخاف أن تسبق يدي إلى ما سبقت إليه عينها فأكون قد عققتها.
وفي كتاب”فيض القدير” للمناوي يقول”الإمام الغزالي”: أداب الولد مع والده أن يسمع كلامه ويقوم بقيامه ويمتثل أمره ولا يمشي أمامه ولا يرفع صوته ويلبي دعوته ويحرص على طلب مرضاته ويخفض له جناحه بالصبر ولا يمن بالبر له ولا بالقيام بأمره ولا ينظر إليه شزراً ولا يقطب وجهه في وجهه.
وقبل لحظات من غروب الشمس تذكر أيها القارئ أن بر الوالدين طريقك إلى الجنة وكما تقدم لوالديك يقدم لك أبناؤك، وأبدع أبو العلاء المعري حين قال:
العَيْـشُ مَاضٍ فَأَكْـرِمْ وَالِدَيْـكَ بِـهِ
والأُمُّ أَوْلَى بِـإِكْرَامٍ وَإِحْـسَـانِ
وَحَسْبُهَا الحَمْلُ وَالإِرْضَاعُ تُدْمِنُهُ
أَمْـرَانِ بِالفَضْـلِ نَـالاَ كُلَّ إِنْسَـانِ.
اللهم ندعوك مخلصين أن تغفر لوالدينا وترحمهم برحمتك الواسعة وتجعلنا اللهم بفضلك من البارين بهم بعد وفاتهم.
دالي محمد الخمسان ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @bnder22