وِلْعَه .. يا مْعَلِّم ..!
بهذه يبتدئ المواطن الخليجي الغلبان سهرته وكأنه ملك الدنيا من مشرقها إلى مغربها علماً بأنه يتعامل بـ “الدَيْن” والمعلم “طفش” وهو يسجل على الدفتر الذي لم يدفع منه دينار حتى اللحظة. لا أعلم ما سر صمت المواطن الخليجي عن كل ما يحدث في المنطقة، أشعر وكأنه ليس فقط لا يتخذ القرار بل لا يتعب نفسه أيضاً بالتفكير في هذه الأمور مع التهاب المنطقة، مسلّماً أمره للوعاظ وأسيادهم مضمناً رده على كل سائل له: “هم أبخص” .. طيب يا أخي علمني “ما هي فائدتك في الحياة؟” .. تبتدئ يومك بـ “الشخير” مكلفاً “راجو” بالبصمة مقابل ثمنٍ بخس، حتى أطفالك لا تكلف نفسك بإيصالهم لمدارسهم ومع ذلك تطلب منهم الاستفادة وطلب العلم.. تجلس متأخراً وكل ما هو على بالك الطعام.. فلانة أين الغداء؟ تملأ البطن حتى تشبع ثم تتصل بصديق “هديفة” لتبلغه عن أهم أعمالك وهي لا تتعدى تحرشك بفتاة في بداية الليل ليبادلك “الهديفة” شعورك “السامج” بقهقهة منهيها بكلمة “بطل .. يا وحش” لتبتدئ بعد ذلك حياتك الميتة بالذهاب والتسكع كالحيوانات المتسكعة التي تبحث عن فريستها ومع ذلك كل ما تملكه لم تملكه بعد “أقصاد” ..!
زينة بلا عقل .. أهوج .. ينتهي بك الليل إما في أحد المخافر أو العودة والسهرة في أحد المقاهي ويداعبك تفكير “الجنس” ليس إلا .. هنا أنا لا أعمم حتى لا تفهم رسالتي بالخطأ .. ولكني أتحدث عن فئة ليست بقليلة في هذا المجتمع، أشعر وكأنها إضافة أعداد على الشعوب … هذه “السايكلوجية” مؤشر راحة لكلٍ من الوعاظ وأسيادهم، كل الحكومات غير الديمقراطية في العالم لا تريد من شعوبها التطور؛ لأن تطور الشعوب يعني نهايتها وإقامة أنظمة ديمقراطية رغماً عن أنف الحكومات ومهما صمدت فهي ساقطة عاجلاً أم آجلاً .. مجرد الكتابة عن هذه الفئة يشعرك بالدوار خصوصاً إذا كنت في مقهى مكتظ بهذه الفئة .. عموماً أنهي حديثي بعد هذه الهرطقة بـ “وِلْعَه .. يا مْعَلِّم” ..!
محمد العراده ـ رئيس تحرير صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @malaradah