قلم الإرادة

أنا لا أحب إيران لكن لا أكرهها!

   يعيش البعض في فوبيا من إيران وكأنها شبح أو جان يستطيع فعل بنا ما يريد، وكأننا نحن المساكين الموحدين المطبقين لشرع الله تعالى بحذافيره وهم كفار قريش بل ألعن من اليهود في إسرائيل! وكل ذلك لم يكن إلا بعد قيام الثورة الخمينية في نهاية السبعينات من القرن الماضي، متناسين أولئك الجوع الذي يعاني منه المواطن العربي في بعض الأقطار التي تدعي تطبيق الشريعة الإسلامية وهي تخالفها صريحةً في نظام الحكم والذي يعتبر قمة الهرم الذي يُرسي بقية أضلاعه، فإن كان ذو حق أصبح كل ما تحته ذو حق، وإن كان ذو باطل ـ وهو كذلك ـ صار كل ما تحته باطلاً!

 

إن تصدير المشاكل الداخلية في الدول إلى مشاكل خارجية سمة الدول الضعيفة داخلياً والمهزومة والخائفة فيها الطبقة الحاكمة على زوال حكمها، فكل إنسان يأخذ شيئاً بطريقة غير شرعية يظل متوجساً من كل شيء، خائفاً أو كما يقول الله عز وجل: “يحسبون كل صيحة عليهم” إلى أن قال: “هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون” إلى نهاية سورة المنافقون، ولكن أولئك اتخذوا من المرتزقة من رجال الدين خلاناً يتأمرون عليهم حتى يستمر حكمهم بأضحوكة تطبيق الشرع والتي تحدث عنها بما فيه الكفاية ميكافيللي.

 

هذا لا يعني بأني أرجح كفة على كفة حتى يفهم الجميع، فالإنصاف يجب أن يكون بإظهار الحقيقة لديك ثم إظهارها في بقية الأرجاء تطبيقاً لمقولة: “الأقربون أولى بالمعروف”، فعندما تتحدث بمبادئ يجب أن تعري ذاتك قبل ذوات الآخرين ولا يعني بأنك تحب الآخرين، ولكن تحدث ولا تكره أحد!

 

**

 

أنا لا أحب إيران ولكني لا أكرهها، فلماذا أكرهها ما دمت لا أحبها؟

 

أنا لا أحب إيران لأنها غير ديمقراطية، ولكني لا أكرهها لأنني لا أكره!

 

أنا لا أحب إيران لأن لها نفوذ في العراق، ولكني لا أكرهها فمثلها يتدخل بشؤون العراق أيضاً!

 

أنا لا أحب إيران لأنها مذهبية والمذهب الواحد في الوطن الواحد يمزق الوطن، ولكني لا أكرهها لأنها كيان قائم!

 

أنا لا أحب إيران لأن إيران تحارب كتاب الصحافة والأقلام التي تتحدث بما تريد، ولكني لا أكرهها فمثلها الكثير ولست مواطناً إيرانياً وإن كنت فلن أكره وطني!

 

أنا لا أحب إيران لأنها تكره الولايات المتحدة الأميركية وتكره دولاً أخرى، ومن يكره لا يُحب ولن أكرهه!

 

أنا لا أحب إيران لأني ديمقراطي، وغيري يكرهها لأنها تشكل خطراً عليه بالأضداد المذهبية، وكل من لا يطبق الديمقراطية يشعر بالنقص خصوصاً من يدعي تطبيق شرع الله وهو لا يطبقه، ومع ذلك لا أكرهها ولا أحبها لأني إن لم أحبب لن أكره؛ لأني إنسان!

 

**

 

نبرات:

 

ـ ابك كثيراً؛ فالروح تحتاج إلى الاغتسال من رذيلة المجاملة!

 

ـ كل أولئك العنصريين يعانون من نقص في أرواحهم قبل عقولهم؛ جئنا إلى هذه الحياة لنحب لا لنكره!

 

ـ من يعيش لأجل الكراهية سيموت مكروهاً لا عاشق له!

 

ـ نحن أبطال في الدعاء لتحرير بيت المقدس؛ أبطال كذلك في الاقتتال فيما بيننا فقط!

 

محمد العراده ـ رئيس تحرير صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @malaradah

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى