مؤتمر عدم الانحياز والخليج العربي
أنشئت حركة عدم الانحياز وتأسست إبان انهيار النظام الاستعماري، ونضال شعوب أفريقيا وآسيا وأمريكيا اللاتينية وغيرها من المناطق في العالم، من أجل الاستقلال في ذروة الحرب الباردة، وكانت جهود الحركة منذ أيامها الأولى عاملاً أساسياً في تصفية الاستعمار.
تأسست الحركة من 29 دولة وهي الدول التي حضرت مؤتمر (باندونج) عام 1955م والذي يعتبر أول تجمع للحركة وتعتبر هذه الحركة من بنات أفكار رئيس الوزراء الهندي جواهر لال نهرو والرئيس المصري جمال عبد الناصر والرئيس اليوغسلافي تيتو.
استخدمت إيران هذا المؤتمر لكي تضعف الدور الخليجي تجاه قضايا العالم العربي وأهمها القضية السورية، عقد المؤتمر بطهران نجاح لدبلوماسيتها وخروج إيران من عزلتها رغم أنها في العرف الإقليمي دولة تنشد الهيمنة وفي العرف الإسلامي منعزلة وفي العرف العربي دولة مارقة.
وبيصولجان ورداء رئاسة الحركة لثلاثة سنوات قادمة ستتصدر إيران كل أنشطة الأمم المتحدة التي يفرضها برتوكولها ذلك كعضو فتنتهي عزلتها عملياً.
وُيعول نجاد على الدول الراديكالية كفنزويلا وكوبا رئيسة الحركة قبل ثلاث سنوات رغم افتقارها لشرعية الانضمام للحركة باعتبارها امتداداً للدول السوفيتية.
ويحاول نجاد من خلال هذا المؤتمر خلق اعتراف إقليمي ينعكس إيجابياً على شرعيته الداخلية وخلق جبهات تفرض تأجيل الصدام في أزمة الحصار الاقتصادي عليه والضربة العسكرية، وقد تدفع طهران بالأزمة السورية لواجهه قمة عدم الانحياز.
كان موقف طهران خلال قمة مكة عارض تنحي الأسد فقضى خلال ذلك فرصة التقارب الإيراني الخليجي فقمة طهران إذن مهرجان لدعم الأسد.
استبق عضو مجلس الشورى الإيراني أصفري المؤتمر بشرط تناول القمة خروج السفن الأمريكية من الخليج وكأن اتفاقيات الخليج مع حلفائها الاستراتيجيين جريمة من وجهة نظر أصفري.
وبما أن الشيء بالشيء يذكر ففي تحرير الكويت عام 1991 لم تكن الحركة عوناً للكويت بعد أن صوت ضد حرب التحرير الرئيس اليمني المخلوع علي صالح والرئيس الكوبي كاسترو.
نجاح القمة هو فشل للدبلوماسية الخليجية التي إحدى ركائزها خلق ظروف تقلل من غطرسة الدبلوماسية الإيرانية التي ترتكز على الهيمنة على الخليج.
كما يُفرح الإيرانيين رؤية الغتر البيض والبشوت وأمنية نجاد هو أن يحضر زعيم أو زعيمين خليجيين أسعدت نجاد المواقف الخليجية التي أصبحت بالمؤتمر كالفسيفساء المتشظية.
لذلك فإن دول الخليج تسير تجاه القمة كناقة طرفة بن عبد لا تستقيم بين السير والعدو وذلك لغياب القرار الموحد لها وتسير إيران كحصان امرؤ القيس وذلك للنتائج التي أخذتها من مؤتمر عدم الانحياز.
محمد العفتان ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @al3ftan