قلم الإرادة

بدون مجاملة

   إذا تناقشنا سوياً حول الزيارة الأخيرة للرئيس المصري المنتخب الدكتور محمد مرسي إلى الصين وحاولنا أن نكون محايدين ولا نتأثر بميولنا السياسية وأهوائنا الحزبية وهل نحن نحب الإخوان أم نكرههم أو نتبع سياستهم أو نبغضها وبعيداُ عن كل الصراعات السياسية التي تملء الساحة السياسية العربية والمصرية بشكل خاص سنجد ان هذه الزيارة حققت العلامة الكاملة بإمتياز مع مرتبة الشرف وبدون أي مجاملة أو محاباة للسيد الرئيس أو تاريخه السياسي والعقائدي فيجب علينا جميعا أن نعترف أنه أرسل رسائل كثيرة جداً بهذه الزيارة لكثير من القادة والساسة على مستوى العالم وأولهم هو رئيس اكبر دولة في العالم السيد باراك أوباما حيث أنه بهذه الزيارة قال للرئيس الأمريكي هناك قوة كبيرة تلوح في الأفق يجب أن تعيد حساباتك أنت ومستشاريك في التعامل معها وأنا هنا لا أقصد الصين فقط ولكن سنتعرض لهذه الرسالة فيما بعد لكنه أيضاً أراد أن يقول للرئيس الأمريكي أن اسلوب الضغط الذي يحاول أن يمارسه على مصر ليس هو الأسلوب الصحيح.

 

هذه الزيارة التي هي الأولى للرئيس مرسي خارج الوطن العربي والتي كان يتوقع كل المحللين أنها ستكون لأمريكا لتقديم فروض الولاء وطمأنة الحكومة الأمريكية على الكيان الصهيوني ولكن بدهاء وفطنة وقراءة جيدة للواقع السياسي والاقتصادي الحالي فاجئ الرئيس المصري المنتخب كل المجتمع الدولي بأن تكون الزيارة الأولى لدولة الصين فالرسائل التي يجب أن نتعرض لها هي:

1-   يجب أن تعي الحكومة الأمريكية أن هناك قوة كاملة موجودة في القارة الآسيوية صاعدة بقوة ولديها جميع المقومات التي تؤهلها لأن تقود العالم.

 

2-   أن الاحتياجات الضرورية للاقتصاد المصري لن تكون عائق أمام حكومة مصر أن تستخدم ما لديها من كروت في لعبة السياسة تستطيع بها أن تتخطى أكثر من دور داخل اللعبة.

 

3-   هناك تكتل آسيوي إفريقي شبه أوروبي على وشك الاكتمال سيكون له دور فاعل ومهم على الساحه السياسية العالمية.

 

4-   تنبيه للإخوة العرب إلى أن هناك قوة غير أمريكا يمكننا التعاون معها للحفاظ على ثرواتنا ومواردنا وتنميتها مع الحفاظ على التوازن الإقليمي للقوة العالمية.

 

5-   التأكيد على أن مصر ليست محتاجة إلى معونات أو قروض ولكنها تحتاج في الوقت الحالي إلى استثمار أجنبي في شكل مشاريع قومية تؤدي إلى القضاء على البطالة وزيادة القيمة الإنتاجية للدولة.

 

6-   التأكيد على أن الزيارة ليست خاصة بمصر فقط ولكنها أيضاً تخص الدولة الشقيقة سوريا والدولة الشقيقة فلسطين وأن هناك بادرة أمل في إيقاف شلال الدم المتدفق في سوريا.

 

7-   إيصال رسالة إلى دول حوض النيل ومفادها أنه لن ولم يكون هناك مشاريع ضخمة على حوض النيل بدون الرجوع إلى مصر وموافقتها عليها.

 

8-   إبراز دور مصر الدولي والإقليمي وأهميتها في التأثير على القرار السياسي العالمي.

 

وهذه الرسائل تحوي في داخلها رسائل أخرى سنتعرض لها فيما بعد ولكن الأهم الآن هو الرسالة التي أرسلها الرئيس مرسي إلى حكومة الولايات المتحده الأمريكية فالزيارة تؤكد على أنه يمكن لمصر أن تأسس تكتل قوي ومتكامل ويقوم بدور فاعل جداُ وهو عبارة عن (مصر – الصين – السعودية – تركيا – إيران) فإذا تكلمنا بحيادية ودون تغليب الأهواء سنجد أن هذا التكتل هو الوحيد القادر على الصمود أمام الولايات المتحدة الأمريكية اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً بالإضافة إلى أنه يضم دول من كبريات دول العالم في جميع المجالات وجميعها تحتاج فعلياً لمساعدة بعضها البعض وحتى لا أطيل عليكم سنقوم بمشيئة الله بتحليل جميع الرسائل التي أرسلها سيادة الرئيس للعالم وأدعوكم إلى التمعن والتفكير في هذه الرسائل دون تغليب الأهواء والميول السياسية.

 

محمد سمير ـ كاتب مصري

 

Twitter: @Momo202005

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى