قلم الإرادة

لوسيل تتوج ليونيل

    في أرض الحالمين قطر .. وقبل انطلاق نهائي لوسيل في حفل الختام تم الغناء بهذه الكلمات “ليلة لو باقي ليلة بعمري أبي هالليلة .. وأسهر في ليل عيونك هي ليلة عمر.. هي ليلة عمر”، ليلة أوفت بالوعود وحماسها تخطت كل الحدود، ليلة الشجون والفنون وخطفت القلوب والعيون، حبست الأنفاس من الناس، ليلة الدموع بأفراحها وأتراحها، حيث قاد ليونيل ميسي رقصة التانغو الأخيرة وتوج باللقب المونديالي الأول في مسيرته والنجمة الثالثة بتاريخ الأرجنتين بعد الفوز على الديوك الفرنسية 4-2 بركلات الجزاء بعد انتهاء الوقت الأصلي والإضافي بالتعادل 3-3.

    نهائي والأحداث الدرامية في نهائي المونديال وكأنه مكافأة وتتويج للدولة المستضيفة، مونديال حتى بلحظاته الأخيرة أراد أن يدونها باسم قطر حيث تعتبر هذه النسخة هو أكثر مونديال تسجيلاً للأهداف بــ 172 هدف.

    حاربوها فاستمرت بالعمل .. أرادوا تشويه المونديال فغير الموازين والأفكار .. تخوفوا من استضافة هذا البلد الصغير على الخريطة، الكبير بأفعاله فأصبحت حديث العالم، تحدثوا عن الأمن فكان المونديال الأميز أمنياً والأمتع عائلياً، قرب المسافات بين الأماكن السياحية والملاعب مونديال سيبقى راسخ حضور أكثر من مباراة بيوم واحد مونديال ظهرت فيه القيم، الجماهير التي قدمت إلى قطر اكتشفوا أمور وقيم عربية إسلامية فأدهشتهم من كرم وعطاء وتعامل بالحسنى ونقلوها للعالم عبر جوالاتهم، عقود من الزمن وتشويه للزي العربي إنه رمز للسخرية والتخلف والإرهاب فالمونديال بين لهم بأنه رمز حضارة وفكر وقيم ونجاح، كرة القدم عملت ما لم تعمله المجالات الأخرى، هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية، نقطة تحول كبرى ما قدم في المونديال ستخدم المنطقة العربية والإسلامية، وظف التراث القطري والعربي أفضل توظيف، ملاعب مونديالية تعكس البيئة ملعب البيت، ملعب القحفية، ملعب بعمارة إسلامية، تعويذة الغترة وكان مونديال الغترة والعقال بامتياز الذي خطف الأنظار وتهافتت الجماهير على لبسها، ومشهد الختام سمو أمير دولة قطر لبس البشت لعريس البطولة ميسي لقطة خطفت الأنظار والأبصار وتأكيد لرمزية البطولة في بلد خليجي عربي.

   ينجح من يهتم بالتفاصيل .. قطر لم تترك شيء للصدفة .. عمل ومجهود جبار تكلل بالنجاح .. إرادة وإدارة .. وطموح .. ريادة ورؤية .. صنعت إرث رياضي .. تغير مفاهيم الاستضافة الرياضية .. رفعت سقف وجودة البطولات .. قالت للعالم ما تروه وليس ما تسمعوه .. صنعت مجد .. ووضعت بصمة (نحن الحالمون .. بإمكاننا تحقيق ذلك .. فنجعل من الأحلام حقيقة).

    أسدل الستار على المونديال الأفضل بالتاريخ وتقديم نسخة استثنائية من الصعب تكرارها، الأهداف لم تتوقف عند هذا الحد في دولة قطر التصريح “كأس العالم مجرد بداية بالنسبة لنا”.

••

عبد العزيز الدويسانكاتب في صحيفة الإرادة

Twitter: @aziz_alduwaisan

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى