استمرارية كأس العرب

الاتحاد الدولي لكرة القدم كان لا يعترف بالبطولات القائمة على التمييز العرقي أو إقليم معين، الآن مع وجود رئيس الفيفا “جياني انفانتينو” البحث عن التوسع والبحث عن مزيد من الأموال والتغيير في خارطة لعبة كرة القدم وعلى رأسها دراسة إقامة المونديال كل سنتين.
رب ضارة نافعة للعرب، اعتاد الفيفا منذ 2001 منح الدولة المنظمة للمونديال حق تنظيم كأس القارات في السنة التي تسبق المونديال للوقوف على استعدادات الدول المستضيفة، ومع إلغاء كأس القارات وجائحة كورونا تم تأجيل تنظيم كأس العالم للأندية بمشاركة 24 نادي، أتت الفكرة البديلة بتنظيم وإحياء كأس العرب وأقيمت لأول مرة تحت رعاية الاتحاد الدولي لكرة القدم وبمشاركة جميع الدول العربية.
عدد سكان الدول العربية 450 مليون نسمة تقريباً يمثلون تقريباً 5% من سكان الأرض، شعوب عاشقة لكرة القدم وتعتبر فرصة مناسبة لجذب هؤلاء الجماهير وارتفاع نسبة المشاهدة والرعاية وبيع التذاكر.
ما شهدته البطولة المقامة في قطر بأجواء موندياليه ونجاح منقطع النظير من تحفة الملاعب، والتنظيم، والنقل التلفزيوني، والتفاعل الجماهيري داخل الملعب وخلف الشاشات، والرقم القياسي الذي وصل له في يوتيوب أكثر من 1.4 مليون مشاهدة للبث المباشر لمباراة الجزائر والمغرب وهو رقم لم تصله يوتيوب منذ تأسيسها في 2005م.
لنخرج قليلاً عن بطولة كأس العرب، الفيفا لو يقوم برعاية واهتمام ببطولة اتحاد جنوب آسيا التي تضم (الهند، باكستان، بوتان، المالديف، بنغلاديش، سريلانكا، نيبال) في عالم كرة القدم دول ليس لها حضور كبير على الساحة وليست اللعبة الشعبية الأولى في بلدانهم ولكن مجموع سكان هذه الدول تقريباً 2 مليار، ماذا لو تم الاهتمام من الفيفا والاعتراف والتقدير من الفيفا لهذا الجزء من العالم؟!
يجب على العرب بالتعاون مع الفيفا إيجاد آلية والتنسيق واستمرارية كأس العرب، بطولة كأس العرب التي واجهت مطبات كبيرة منذ انطلاقتها الأولى 1963م نسخة قطر 2021 هي النسخة العاشرة ونظمت الآن بعد توقف حوالي عقد من الزمن بين البطولة التي سبقتها!
نسخة قطر غيرت وجه وشكل البطولة والاهتمام ورسمت لوحة إبداعية والمطالبات باستمرارها لما حققته من نجاحات باهرة بجمع العرب وكانت أكبر من مجرد بطولة، تعارف والاختلاط ومعرفة واطلاع أكثر بين شعوب الدول العربية ومعرفة ثقافاتها وعاداتها المختلفة، ما شاهدناه التنافس في الميدان والروح الرياضية العالية بين المنتخبات والحماس في المدرجات.
نعم هناك معوقات لتحديد الزمن لاختلاف الأجندات والرزنامة الرياضية بين عرب آسيا وعرب أفريقيا وبعض الإشكاليات المتنوعة ولكن بالإمكان الوصول لنقاط التقاء للاستمرارية، وبالإمكان اختيار البلد المستضيف مستقبلاً بأن يكون فتح باب التقدم للدول، والاختيار قريب أو مشابه لاختيارات الاتحاد الأوربي لكرة القدم باختياره المدن المستضيفة لنهائي دوري أبطال أوربا أو يورباليغ أو البطولة المستحدثة (بطولة المؤتمر)، الملاحظ تنويع وتوزيع وإعطاء أكبر قدر ممكن من المدن المختلفة دون تصويت على المدينة مع عدم الإخلال بالشروط الأساسية أولها الأمن وإعطاء حق استضافة البطولة بفترة كافية للقيام بالاستعدادات الكاملة وتعطي فرص للمدن لتحسين البنية التحتية وإنعاشها سياحياً واقتصادياً ومعرفتها للعالم.
وأيضاً بالإمكان انعكاس هذا الأمر على البطولة العربية للأندية واختيار المدينة المستضيفة للنهائيات البطولة على الأقل من دور 8 بنظام التجمع لمدة أسبوع (خروج مغلوب) لتحقيق الاستفادة للجميع.
ما حدث في كأس العرب 2021م يجب أن يكون نقطة تحول عربية واستثمارها للأمام.
••
عبد العزيز الدويسان – كاتب في صحيفة الإرادة
Twitter: @aziz_alduwaisan