قلم الإرادة

داريا و300 مليون قتيل ..!

   إلى الشام أبعث تحياتي وإلى رائحة شهدائها أبعث أشواقي وإلى عروبتها أبعث الحزن من أعماقي فلقد ماتت عروبة الجميع يا شام إلا عروبتك، يا أرض الكرامة لا تعتمدي إلا على رب الحق فلا أبناء عمومة يشعرون بما تشعرين ولا قادة يستطيعون أن يفعلوا شيئاً ما .. نحن وهم ترعرعنا على الشجب والاستنكار وكتابة الملاحم والقصائد، نحن وهم ندخل في باب (يقولون ما لا يفعلون) أصلاً حتى يقولون ولّت من قواميسنا ..!

 

أتعلمين يا من عطرتي الكرامة بسيلان دماء أبناؤك أن الأمة عبارة عن كلمة موجودة في معاجمنا لا أكثر حتى صرنا لا نفقه معناها، لا نفقه شيء نحن سوى النوم والجنس وملء الكروش بـ ” برجر وتشيكن سبايسي” .. يا شام الأبطال أستحي وأخجل أن أضع عيني بترابك الطاهر وأستحي أن أرفع عيني للسماء خشية وحياءً من ربها فماذا أقول؟ أأقول أنهم هم ولست أنا؟ لا ذنب لي؟ أتمنى أن أفعل ويمنعوني هم؟ صارت كل الجهات لا تطيق مد بصري، صرت لا أطيق تلك القومية فهي لا قومية ولا إنسانية حتى ..!

 

300 مليون عربي يشاهدون الفاجعة في مقبرة “داريا” والتي حصدت 300 قتيل برصاص نظام “الكلب” وأعوانه، أي قتيل من كل مليون نائم وما تحركت أجسادهم، أموات في الحياة هم لا أكثر، ما زال الفقير منهم يمارس البحث عن عيشه وتوفير قوت يومه ليحيا هو فقط والغني يبحث عن تجارته ليسيطر هو فقط ليذهب في النهاية ليفاخر بأنه تزوج بـ “الست روز ولا جاكلين ولا سارة or  ديانا” وهو بلا عقل “بغل” يبحث عن شهرة تضعه ضمن نجوم العالم ولن يصبح مع كل ما سيفعل، أما “حبايبنا” الذين يشجبون ويستنكرون فلقد سئموا ذلك فالتكرار يميت قيمة الشيء، أتعلمين ماذا يفعلون هم الآن؟ يفطرون مع الفنانة “…..” التي تبرعت للثورة من أموال رقصها لإنسانيتها وهم لم يبرّوكِ بـ “فرنك” ..!

 

أما أنا فلست بأفضلهم .. عدّيني من الذين يعشقون الحياة ويكرهون الموت فلا يوجد عاشق يريد الموت في ظل وجود من يعشق في هذه الدنيا، سامحيني يا شام الحرية ولكني صريح ولا أعشق الدوران وصدقيني أيضاً بأني لو كنت مكانهم في يوم لدفعت نحو تطبيق الديمقراطية وصدقيني أيضاً بأنهم يخشون انتقال عدوتك لهم فهم يطيلون نزيفك لينعموا بثرواتنا هم، ولذلك لا تعذريهم ولا تعذريني حينما يكون حساب الجميع ..!

 

رحم الله أحرارك وأحيا الله قلب 300 مليون قتيل عربي لا يشعر بـ 300 قتيل حر ..!

 

محمد العراده ـ رئيس تحرير صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @malaradah

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى