لا تكن مثل هذا الراعي!

الطموح .. المثابرة .. الكفاح .. الجد .. الاجتهاد .. للوصول للمجد عوامل تجتمع لتحقيق الأهداف ولا ترتبط بالأعمار، لا أحد يمنع من النجاح إلا أنت، وهناك من يظن ويعتقد أن أي محاولة للنجاح بسن متقدمة هي محاولة مصيرها الفشل وعدم التوفيق، وهناك عبارة تقول: “مهما كان عمرك، فإن الأوان لم يفت بعد؛ لأنه في أي وقت وخلال أي نقطة من حياتك يمكنك دائماً الحصول على فرصة لإحداث فرق”.
كان راعي للغنم حتى بلغ 40 عاماً وفي يوم من الأيام، وهو يسير رأى أماً تحث ابنها على الذهاب إلى الحلقة لحفظ القرآن والولد لا يريد الذهاب فقالت لابنها: “يا بني اذهب إلى الحلقة لتتعلم حتى لا تكون مثل هذا الراعي!!”، فقال الكسائي: “أنا يضرب بي المثل في الجهل”، فذهب فباع غنمه وانطلق إلى التعلم وتحصيله، فأصبح إماماً في اللغة، وإماماً في القراءات وصار يضرب به المثل في العلم وعلو الهمة والعزيمة والإرادة وحسن الثقة بنفسه لتحقيق المزيد ومعرفة واكتشاف قدراته.
خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي القائد المسلم الفذ، القائد الذي لم يهزم في معركة طوال حياته، لم يبق في جسده موضع إلا وفيه ضربة سيف أو طعنه أو رمح أو رمية بسهم، القائد الذي ذاع صيته في الشرق والغرب، أحد رواد الفكر الاستراتيجي في المعارك، قائد الحروب النفسية والاعتماد على أسلوب المناوشات بوحدات صغيرة من الجند في المعارك، القائد العظيم في فتوحاته، وانتصاراته وشجاعته، وبراعة التفكير، إنجازاته تدرس وأضحت أساطير تتناقل عبر الزمن، سيف الله المسلول أسلم بعد الأربعين وحقق هذا الإنجازات المذهلة في خدمة الدين والإسلام، فمن يسمع إنه حقق كل هذا إن في العشرينات أو الثلاثينات، فالإنجاز والعمل غير مرتبط بالعمر.
حتى في العصر الحديث حكايات وقصص لا تنتهي من إنجازات واختراعات بمختلف الأعمار، أي كان عمرك وأن تقرأ هذا المقال البسيط، اعمل وانجز بما لديك من أفكار ولا تضع العمر عائق أمامك.
••
عبد العزيز الدويسان – كاتب في صحيفة الإرادة
Twitter: @aziz_alduwaisan