الرئيس الأمريكي يستقبل رفات الجنود الأمريكيين الذين قتلوا في مطار كابول وسط انتقادات

استقبل الرئيس الأمريكي جو بايدن الأحد في قاعدة دوفر العسكرية الواقعة على بعد ساعتين من واشنطن، رفات 13 جنديا أمريكيا قتلوا خلال اعتداء الخميس الذي تبناه تنظيم “الدولة الإسلامية في ولاية خرسان”. والذي أسفر عن مقتل 100 شخص على الأقل. ويواجه الرئيس الأمريكي موجة انتقادات واسعة على خلفية إدارته للانسحاب الأمريكي من هذا البلد المضطرب. ووصف زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ السناتور ميتش ماكونيل القرار بأنه “من أسوأ قرارات السياسة الخارجية في التاريخ الأمريكي”. وتم إلى حد اليوم إجلاء نحو 114 الفا و400 شخص من افغانستان من بينهم حوالى 5500 أمريكي عبر جسر جوي ضخم بدأ منذ الرابع عشر من آب/أغسطس.
استقبل الرئيس الأمريكي جو بايدن في قاعدة عسكرية أمريكية الأحد رفات الجنود الأمريكيين الـ13 الذين سقطوا في اعتداء كابول، في مراسم سادها صمت لم يكسره أحيانا سوى بكاء الأسر مع تعرض الرئيس الأمريكي لانتقادات شديدة على خلفية إدارته للأزمة الأفغانية.
وعبرت النعوش الملفوفة بأعلام الولايات المتحدة واحدا تلو آخر أمام الرئيس الديمقراطي وزوجته جيل على مدرج قاعدة دوفر في ديلاوير.
وكان بايدن يتابع مسار النعوش التي حملها جنود نحو سيارات داكنة، خافضا أنظاره أحيانا في إشارة خشوع وصلاة.
وكان الثنائي الرئاسي الذي ارتدى زي الحداد قد التقى منتصف النهار أسر الضحايا، بحضور وزير الدفاع لويد أوستن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن ورئيس هيئة الأركان الجنرال مارك ميلي ومسؤولين آخرين في الجيش. وكانت الأسر تقف على مسافة من المكان بعيدا من الكاميرات، والتنهدات تخرق أحيانا الصمت المخيم.
وسبق المراسم صعود الوفد الرئاسي على متن طائرة النقل الضخمة C-17 التي حملت النعوش الـ13، لأجل صلاة خاصة قصيرة، وفق البيت الأبيض. وطلبت أسرتان من 13 ألا يتم تصوير إنزال رفات فقيديهما.
وكان البنتاغون قد كشف السبت هويات الجنود الـ13 الذين قتلوا في اعتداء الخميس. وكان لخمسة من بينهم عمر هذه الحرب، 20 عاما، وهي الأطول في تاريخ الولايات المتحدة.
وأثار مقتل شابة تبلغ 23 عاماً في الاعتداء حزنا واسعا في البلاد بعد أسبوع على التقاط صورة لها وهي ترفع طفلا في ظل عمليات الإجلاء الفوضوية في مطار كابول.
ومنذ عقود تبرز قاعدة دوفر على مسافة ساعتين من العاصمة واشنطن، في ذهن الأمريكيين بصفتها المكان الذي يعود إليه العسكريون الذين قتلوا في الخارج.
وأفسدت مراسم مماثلة في السابق صورة رؤساء أمريكيين قادوا حروبا لم تحظ بتأييد شعبي، حتى أن بعضها حظِر على الإعلام.
وأسفر الاعتداء الذي تبناه تنظيم “الدولة الإسلامية – ولاية خرسان” عن أكثر من مئة قتيل. وهي الحصيلة الأكثر دموية لقوات البنتاغون منذ 2011 في أفغانستان.
“واحد من أسوأ القرارات”
ولا تزال شعبية جو بايدن الذي وصل إلى البيت الابيض في كانون الثاني/يناير مستقرة نسبيا إلى الآن بالرغم من انخفاضها إلى ما دون الـ50% بقليل عقب استيلاء طالبان على كابول في 15 آب/أغسطس. كما أنها تأثرت بتفشي المتحورة دلتا.
وردا على اعتداء مطار كابول، شنت واشنطن ضربة بواسطة طائرة من دون طيار في أفغانستان أسفرت عن مقتل عنصرين في تنظيم “الدولة الإسلامية – ولاية خرسان” وإصابة ثالث، محذرة من أن هذه الضربة لن تكون “الأخيرة”.
وفيما كان بايدن وزوجته يقفان إلى جانب أسر الضحايا، أعلن البنتاغون تنفيذ ضربة “دفاعية” استهدفت آلية مفخخة بهدف “القضاء على تهديد وشيك” للمطار مصدره التنظيم نفسه.
وتم إجلاء نحو 114 الفا و400 شخص من أفغانستان بينهم نحو 5500 مواطن أمريكي عبر جسر جوي ضخم منذ الرابع عشر من آب/اغسطس. ويوجه الجمهوريون سيلا من الانتقادات الشديدة لبايدن على خلفية إدارته عمليات الإجلاء.
انتقادات داخلية للانسحاب الأمريكي من أفغانستان
وقال زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ السناتور النافذ ميتش ماكونيل الأحد “إنه واحد من أسوأ قرارات السياسة الخارجية في التاريخ الأمريكي”.
وأضاف “أسوأ من سايغون”، فيما لا يزال سقوط هذه المدينة في نهاية حرب فيتنام عام 1975 يمثل ذكرى أليمة في الولايات المتحدة.
وتابع ماكونيل الذي كان رافضا لقرار الانسحاب المنبثق من مفاوضات أدارتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب في 2020، “لأننا حين غادرنا سايغون لم يبق إرهابيون يتطلعون لمهاجمتنا على أرضنا”.
بدوره بدا السناتور الجمهوري بن ساسي عاجزا عن احتواء غضبه في لقاء مع شبكة “إيه بي سي” صباح الأحد. وقال إن “جو بايدن وضع قواتنا في خطر لأنه لم تكن لديه خطة للإجلاء”.