تأثير الكلمة

أحد الروايات المتداولة أن “توماس اديسون” عاد حزينا من المدرسة بعد أن سمع من أحد معلميه يصفه بـ (الغبي) إلا أن والدته وهي السيدة نانسي بدأت تحفيز الطفل وإقناعه بأنه (نابغة)، ومع مرور الأيام ازداد الوضع سوء وعاد اديسون من المدرسة وبيده رسالة (ابنك عبقري، وهذه المدرسة متواضعة جداً بالنسبة له، وليس لدينا معلمون جيدون لتعليمه .. من فضلك علميه منزلياً).
وبعد سنوات علم اديسون وأصبح بعد وفاة أمه مخترعاً والحقيقة أن نص الرسالة “ابنك مريض عقلي، ولا يمكننا السماح له بالذهاب إلى المدرسة بعد الآن” وعلم المخترع دور والدته العظيم والتي غيرت مجرى حياته بتأثير الكلمة وبث روح العطاء والأمل بدل كسر النفس والتحدث الإيجابي وتأثير الكلمة الطيبة.
الكلمة الطيبة تهدئ النفوس .. تملك العقول .. تطفئ نار العداوة والبغضاء .. تحفز .. الكلمة الطيبة صدقة .. هي بمثابة الحضن .. تجبر القلوب .. أطلقها من لسانك لتغرد في صدور الآخرين بصوت مريح وجميل .. (وقولوا للناس حسنا)، الكلمة الطيبة كالمهدئات وقد يتجاوز مفعولها تناول الأدوية .. قالوا عنها وقود الأرواح .. الناس تميل إلى مصاحبة طيب المشعر وحلو اللسان .. جلوسك مع هذا الإنسان هي عبارة عن جلسة نفسية وجرعة من الراحة والتفاؤل.
قال تعالى: “ألم تركيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون”.
المفكر وعالم الاجتماع المصري عبد الوهاب المسيري يقول: “كنت لا أنجح إلا في الدور الثاني حتى وصلت للمرحلة الثانوية فقال مدرس: (أنت عبقري) فتغيرت حياتي منذ ذلك اليوم، مع أني لا أدري هل اكتشفني فعلا أم من باب التشجيع؟ المهم النتيجة تغيرت حياتي منذ سماعي تلك الكلمة”.
لا تحبس كلمة طيبة في قلبك .. كم هناك من الجرحى تداويهم كلمة وبلسم للقلب.
••
عبد العزيز الدويسان – كاتب في صحيفة الإرادة
Twitter: @aziz_alduwaisan