أبرز العناوينإقليمي وعالمي

وفاة الشيخ محمد إسماعيل العمراني ولدت حزناً لدى اليمنيين لما كان يتميز به من نهج معتدل

عبد الرب الفتاحي – الإرادة:

سيطر الحزن على اليمنيين بوفاة الشيخ محمد إسماعيل العمراني أشهر العلماء اليمنيين ومفتي الديار اليمنية والذي تعرض لوعكات صحية خلال الشهور الماضية وناهز عمره 100 عام.

يعد الشيخ محمد إسماعيل أحد اهم العلماء خلال العقود الماضية وتميز موقفه بالاعتدال والاستقلالية ونبذه للعنف واجتهد في سبيل وضع أسس تتمثل بايجاد سبل للعيش والمحبة ولم ينخرط في العمل السياسي والمذهبي وظل مستقلاً في كل أنشطته الدينية.

في أخر وصاياه دعا اليمنيين في مرضه الأخر “أن يتقوا الله ويحافظوا على دينهم وتقاليدهم وأن لاينخرطوا في التحزب سواء كانت سياسية ودينية وأن يكونوا أحرار وأن يكونوا مثله محايدين وأنصحهم بتقوى الله والمحافظة على الصلاة والصيام”.

وشغل القاضي العمراني، عدداً من المناصب الرسمية مثل رئاسته مكتب رفع المظالم إلى رئيس الجمهورية، وتم تعيينه في لجنة تقنين الشريعة الإسلامية بمجلس الشورى، في مرحلة ما قبل الوحدة اليمنية سنة 1990.

يعتبر العلامة العمراني من علماء اليمن المعاصرين فيما يتعلق بالعلوم الشرعية والفقهية والدينية، وهو مفتي الديار اليمنية، ووصلت شهرته لبلدان عربية كثيرة ويتوافد إليه العلماء ومحبي العلماء من كل بلد لزيارته.

والشيخ محمد إسماعيل هو مفتي اليمن الأول، ونشط في الافتاء عبر الصحف والإذاعة لنحو ثلاثة عقود من إذاعة صنعاء في برنامج (فتاوى) والذي لم يعد يذاع منذ بضع سنوات، وكذا مقابلات وبرامج في قنوات تلفزيونية.

ويقترب العلامة محمد إسماعيل في نهجه وتعاطيه مع الجوانب الدينية والحياتية، مع العالم و القاضي محمد علي الشوكاني أشهر علماء اليمن في نهاية مطلع القرن الثامن عشر في عهد الدولة القاسمية.

كما أن العلامة العمراني تميز أنه لا يميل للسياسة، ولهذا احتفظ بمحبة كل اليمنيين، ومثل في نهجه الإسلام المعتدل في مسيرته العلمية والعملية.

وولد القاضي العمراني في صنعاء القديمة في عام 1922، وكان دائم التحذير من التفرقة والتمذهب، وينادي بأعلى صوته: «ألا إن من أوجب الواجبات في هذا العصر وحدة الصف والجماعة، وإن التفرقة من أقبح البدع وأشنعها».

يتحدث العالم العمراني عن مسيرته في طلب العلم “حفظت المختصرات على السيد عبد الكريم بن إبراهيم الأمير وغيره، ولزمت هذا المسجد (الفليحي) كثيراً”.

وأضاف أنه أخذ على يد القاضي: أحمد بن لطف الزبيري بعضاً من شرح القطر وبعض شرح الفاكهي على الملحة، وشرح القواعد، وكذلك أخذ على السيد: أحمد بن محمد زبارة في أوائل شرح الأزهار وثلثي كتاب سبل السلام وبعضاً من كتاب الشفاء للأمير الحسين.

وتتلمذ العلامة على يد أبرز العلماء المسلمين في اليمن أشهرهم القاضي العلامة عبد الله عبد الكريم الجرافي، والقاضي عبد الله عبد الرحمن حميد، وعبد الكريم بن إبراهيم الأمير، والقاضي حسن بن علي المغربي، وعبد الله بن محسن السراحي، والقاضي عبد الوهاب الشماحي وغيرهم.

وحاول العلامة محمد بن إسماعيل العمراني التقريب بين اليمنيين حيث لم تكن اجتهاداته الدينية تميل إلى طرف دون أخر، وكان يرفض إقحامه في الاتجاه الذي يراه لا يخدم واقع القيم الدينية وله آثاره وأبعاده ومخاطره في زيادة التفرقة والتمزق في اليمن.

اتبع العمراني اتجاهاً ينبذ العنف ويتعاطى مع الظروف والمشاكل التي يعيشها المجتمع اليمني، وحاول تكريس كل وقته وجهوده لتعزيز المعرفة الدينية وأعطى وجهة نظره في العديد من المسائل الدينية.

ولم يكن للشيخ العمراني رأياً يخلف اجتهاده واجتهاد من سبقوه وظل عازفا عن الظهور في الوسائل الإعلامية منذ أن اقتحمت جماعة الحوثيين اليمن وسيطرت على العديد من المدن وعينت مفتياً دينياً يقترب من نهجها المذهبي.

حاول الحوثيين طلب مساندته لهم في الكثير من ممارساتهم وسلوكهم والذي رفضه العالم محمد إسماعيل العمراني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى