لعبة المال والأعمال

يتابعها المليارات .. يمارسها عشرات الملايين .. بساطة أدواتها أدت لانتشارها .. شغف وولع ومتابعة .. جمعت مختلف الألوان والأجناس والثقافات والمستويات التعليمية والاجتماعية حولها .. قالوا عنها بأنها الأوبرا التي يعزفها البشر جميعاً، إنها كرة القدم الساحرة المستديرة بأهدافها أفرحت وأحزنت، وابتسمت وأبكت، لعبة المشاعر المتقلبة بثواني.
كرة القدم على مر العقود مرت بتغييرات على قوانينها وعلى مستوى الأداء الفني إلى لعبة الصناعة والأموال، التحدث بلغة الاقتصاد والمال والعوائد والاستثمار هو الحديث السائد، عقود اللاعبين والانتقالات بملايين وعشرات الدولارات، عوائد البث التلفزيوني للبطولات، أسعار تذاكر حضور المباريات وغيرها من تفاصيل المال في لعبة معشوقة الجماهير.
فكرة طرحت من مدير التطوير في الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) ومدرب الارسنال السابق ارسين فينغر بإقامة المونديال وبطولة اليورو كل عامين مع إلغاء دوري الأمم الأوربية، مونديال 2026 سينظم من قبل الولايات المتحدة الأميركية وكندا والمكسيك وستلعب البطولة لأول مرة بمشاركة 48 منتخب بدلاً من 32 منتخباً موزعين على 16 مجموعة بحيث يتأهل بطل ووصيف كل مجموعة وعددهم المجمل 32 إلى مرحلة الخروج المغلوب، مما يعني مشاركة حوالي ربع دول العالم في نهائيات المونديال، هذا العدد الكبير لمزيد من التسويق والعوائد المالية لجنيها من البطولة.
وأيضاً فكرة من رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم الجديد الملياردير الجنوب الأفريقي باتريس موتسيبي أحد أغنياء القارة الأفريقية يسعى لتنظيم دوري السوبر الأفريقي للأندية الصفوة المشاركة كبطولة موازية لدوري أبطال أفريقيا تتكون من أفضل 20 نادي بالقارة.
عناوين الأخبار خلال الأيام الأخيرة (الحرب التي ستؤثر على منظومة اللعبة)، (زلزال كروي)، (الجشع والطمع لرؤوس الأموال)، (كرة القدم والرأسمالية)، (انقلاب رياضي يقوده كبار أوروبا)، يا لها من عناوين تصدرت المشهد مع إعلان 12 فريق من كبار الأندية الأوربية وسينضم 8 أخرى ليكون المجموع 20 نادي، والاتفاق على تدشين دوري السوبر الأوروبي ليكون بديل عن دوري أبطال أوروبا ويورباليغ وهو ما قوبل بالرفض من الجهات المسؤولة في كرة القدم وأوساط عالمية.
تراكم الديون والرواتب، مواجهة تداعيات جائحة كورونا، أموال لدعم خطط الاستثمار في البنية التحتية، والبحث عن إيرادات مالية ضخمة شجعت الأندية الكبيرة لتأسيس دوري السوبر الأوروبي الجديد.
وما يخص تقسيم العائدات خصص بنك “جي بي مورجان” الأميركي الراعي للبطولة الجديدة 3.5 مليار يورو لتوزيعها على الأندية المشاركة، وسيحصل النادي المتوج بلقب دوري السوبر على 400 مليون يورو مقارنة 120 مليون يورو كحد أقصى يحصل عليه الفائز بدوري الأبطال.
بالمقابل الاتحاد الأوربي لكرة القدم يوافق على تعديلات جديدة وتغيير تنسيق مسابقة دوري أبطال أوروبا اعتباراً من نسخة 2024 على أن تشمل المسابقة مشاركة 36 فريق بدل 32، وتلعب الأندية 10 مواجهات في مرحلة المجموعات عوض عن النظام 6 القائم الحالي الذي يقسم الأندية إلى 8 مجموعات من 4 فرق.
والسير أليكس فيرغسون “تنظيم السوبرليغ يعني الابتعاد 70 سنة من تاريخ كرة القدم الأوربية” الرئيس الفرنسي ماكرون “يحي الفرق الفرنسية التي اختارت عدم المشاركة في السوبرليغ” رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون “مشروع السوبرليغ ستكون لد تداعيات سلبية على كرة القدم ويتوجب على الأندية المشاركة تقديم توضيحات لجماهيرها”.
السوبرليغ الأوروبي هل هو بداية تغير عالم المستديرة كما هو عالم ما بعد كورونا؟ هل هو تمرد أو تحدي أو الخوف من طرح أي فكرة جدية؟ هل هي وسيلة ضغط من الأندية الكبيرة لتحقيق مكاسب مالية أو مجرد زوبعة في فنجان؟ العديد من الأسئلة والدخول في مسلسل من الأحداث والتصريحات التي سنشهدها خلال الأيام القادمة.
••
عبد العزيز الدويسان – كاتب في صحيفة الإرادة
Twitter: @aziz_alduwaisan