حديث المجالس

في زمن سهل انتقال المعلومة والخبر بضغطة زر تنتقل من المشرق إلى المغرب بثوان ودقائق معدودة؛ وخيانة المجالس بالطريقة التقليدية(مواضيع وكلام خاص لا يخرج من الحديث فإن خرج الكلام فقد خان المجلس).
أما في عصر ثورة وسائل التواصل هناك من يتصيد بالماء العكر وعدم المحافظة على أسرار المجالس وأضحت ظاهرة سيئة عندما تشاهد فيالتواصل الإجتماعي ما يتم نقله من تسجيل للمحادثات ونشر صور الرسائل المكتوبة بالواتساب وتصوير المجالس بالفيديو بدون استئذانصاحبها أو اقتطاع جزء من حديث ليضر بالشخص، مفهوم وسلوك بعيد كل البعد عن الأخلاق والثقة والأمانة.
وقيل: “إن أمناء الأسرار أقل وجوداً من أمناء الأموال، وحفظ الأموال أيسر من كتمان الأسرار؛ لأن أحراز الأموال منيعة بالأبواب والأقفال،وأحراز الأسرار بارزة يذيعها لسان ناطق، ويشيعها كلام سابق، ومن عجائب الأمور أن الأموال كلما كثرت خزانها كان أوثق لها، أما الأسرارفكلما كثرت خزانها كان أضيع لها“.
ما أروعه وما أجمله وما أنبله من خلق قيل لأعرابي: ما بلغ من حفظك للسر؟ قال: أمزقه تحت شغاف قلبي ثم أجمعه؛ وأنساه كأني لم أسمعه.
وقال الحسن البصري: “إنما تُجالسوننا بالأمانة، كأنكم تظنون أن الخيانة ليست إلاّ في الدينار والدرهم إنّ الخيانة أشدّ الخيانة أنْ يجالسناالرجل، فنطمئن إلى جانبه، ثم ينطلق فيسعى بنا“، وقوله عليه الصلاة والسلام: “إذا حدث الرجل بالحديث ثم ألتفت فهي أمانة“.
فالمجالس أمانات، فانظروا من تأمنوا على حديثكم ومجلسكم.
••
عبد العزيز الدويسان – كاتب في صحيفة الإرادة
Twitter: @aziz_alduwaisan