اللقاح الذي تستطيع تلقيه بأقرب فرصة هو أفضل لقاح

بعد أن قررت دول أوروبية وقف العمل بلقاح أسترازينيكا البريطاني، إثر مخاوف من أعراض جانبية خطرة، ارتفعت وتيرة التساؤلات لدى الناس حول العالم، بشأن السلامة والفعالية للقاحات كورونا.
مجلة تايم الأميركية نشرت دراسة تشرح الفروقات بين فعالية كل لقاح من اللقاحات الثلاثة المعتمدة في الولايات المتحدة الأميركية، وهي لقاح فايزر- بيوتينكا، ولقاح موديرنا، ولقاح جونسون أند جونسون. والتي تعطي نتائج فعالة ولا يعاني من الأخشاص الذين حصلوا عليها من أية أعراض غير طبيعية. كما أنها تشرح بعض الجوانب المتعلقة بأهمية إقبال الناس على التطعيم.
أي لقاح أفضل؟
وفيما يتشابه معدل الحماية المرتفع لدى لقاحي فايزر- بيوتينكا، وموديرنا – كل منهما يصل إلى 95 بالمئة – يتأخر لقاح شركة جونسون لتصل معدلات الحماية لمتلقيه إلى 66 بالمئة.
وبغض النظر عن النسبة غير المعروفة حتى الآن من الأميركيين الذين يرفضون تلقي اللقاح، فإن رفض تلقي واحد من ثلاث لقاحات معتمدة قد يحمل معه نتائج تزيد من تعقيد الوضع الصحي في الولايات المتحدة، البلد الذي سجل أكثر عدد إصابات ووفيات بالفيروس في العالم.
يؤكد العلماء على أهمية الإقبال على التطعيم للقضاء على وباء كورونا
وتقول المجلة إنه من “غير الممكن” مقارنة “فعالية” اللقاحات ببعضها البعض، لأن أمورا كثيرة تدخل في هذا التقييم.
وأشار جدول نشرته المجلة إلى أرقام متعلقة بـ”فعالية” كل من اللقاحات، إلى أن “الفعالية الكلية” للقاحات الثلاثة متباينة، لكن بيانات اللقاحات تتشابه بشكل كبير في جوانب أخرى.
على سبيل المثال، حقق لقاح جونسون أند جونسون فعالية 85 بالمئة لمنع حالات الإصابة الشديدة بفيروس كورونا مقابل 100 في المئة لموديرنا، و75 بالمئة للقاح فايزر (بالنسبة للقاح فايزر، ارتفعت النسبة إلى 95 بالمئة في الدراسة التي أجريت في إسرائيل).
لكن لقاح جونسون “يتألق” في معيار “خفض الحاجة للدخول إلى المستشفى) محققا نجاحا بنسبة 100 بالمئة، مقابل 89 لموديرنا و100 أيضا لفايزر (87 بحسب دراسة إسرائيلية).
وبما يخص الهدف “الأسمى” من هذه اللقاحات، وهو منع الوفاة بفيروس كورونا، حققت اللقاحات الثلاثة حتى الآن نجاحا بنسبة 100 بالمئة.
وبحسب الدكتور، أنثوني فاوتشي، كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، فإنه “يجب تلقي اللقاح المتوفر أيا كان” كما قال في تصريحات لشبكة CNBC الأسبوع الماضي.
وذكرت صحيفة USA Today الأميركية إن “أفضل لقاح هو ذلك الذي يجهز للحقن في ذراعك”، في إشارة إلى أن أي لقاح سيكون هو الخيار المفضل عن التأخر في التلقيح.
وتنقل الصحيفة عن الدكتورة، كاثرين إدواردز ، المديرة العلمية لبرنامج أبحاث اللقاحات في كلية الطب بجامعة فاندربيلت قولها إن “هناك مساومات بسيطة بما يتعلق باختيار كل لقاح، فبينما تبين الأرقام فعالية لقاحات فايزر وموديرنا، فإن لقاح جونسون يحتاج إلى جرعة واحدة بدلا من اثنين في حالة هذين اللقاحين، كما أن أعراضه الجانبية أخف”.
تسابق دول العالم الزمن من أجل تأمين اللقاحات للمواطنين والحد من الوفيات والإصابات
ويعمل لقاحا فايزر وموديرنا على أساس دهون وبروتينات مستخلصة من فيروس كورونا، بينما يعمل لقاح جونسون على أساس نسخة ضعيفة من الفيروس.
ويوجد في العالم الآن لقاحات معتمدة من بعض الدول بينما لا تعتمد في دول أخرى، لكن اللقاحات الأميركية الثلاث تحظى بشكل مستمر بالاعتماد بدون عراقيل، وفي الحقيقة فإن معدلات التجهيز هي العقبة الوحيدة أمامها.
وبالإضافة إلى اللقاحات الثلاث، اعتمدت دول كثيرة في العالم لقاح أسترازينيكا البريطاني، الذي يواجه تعليقا في أوروبا بسبب مخاطر محتملة من أعراض جانبية قد تؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات، ولقاح سبوتنك الروسي، ولقاح سينوفارم الصيني.
ويؤثر نقص البيانات في حالة اللقاحين الروسي والصيني على معرفة مدى فعاليتهما الحقيقية أو خطورتهما.
لقاحات كورونا الثلاثة المعتمدة في الولايات المتحدة تظهر فعالية كافية للحماية من الفيروس
وحتى الآن، تقول منظمة الصحة العالمية إن 175.3 مليون جرعة لقاح قد وزعت مستخدمة سبع ماركات من اللقاحات.
ويبدو أن النقاش سيستمر بشأن أفضلية لقاح على آخر، حتى في السنوات المقبلة على الأقل، خاصة وأن فيروس كورونا مستمر بالتطور وإنتاج نسخ جديدة.
معركة القط والفأر
وقال تقرير لرويترز إن الفيروس التاجي الذي أودى بحياة 2.65 مليون شخص على مستوى العالم منذ ظهوره في الصين في أواخر عام 2019، يتحول مرة كل أسبوعين، بشكل أبطأ من الأنفلونزا أو فيروس نقص المناعة البشرية، ولكنه يكفي لـ”مراوغة” اللقاحات.
وقالت شارون بيكوك، التي ترأس جهودا لتعقب جينومات فيروس كورونا “إن هناك حاجة إلى التعاون الدولي في معركة “القط والفأر” مع الفيروس.
وأضافت بيكوك لرويترز إنه “علينا أن نقدر أننا قد نكون بحاجة دائمة لجرعات معززة لأن الحصانة ضد الفيروس التاجي لا تستمر إلى الأبد”.
وربما يثير اليأس الموجود بين طيات هذا التصريح حاجة لتعزيز الثقة باللقاحات، خاصة وأن النقاش بشأن فيروس كورونا خرج منذ وقت بعيد عن أروقة المختبرات إلى الشارع والمقهى وكل مكان تقريبا.
وفيما لا تتعرض لقاحات أخرى لنفس نسبة التشكيك، يعتقد أن السرعة النسبية التي أنتجت بها لقاحات كورونا، والاهتمام الكبير بالموضوع، كانت سببا في ظهور مئات الإشاعات والأخبار المزيفة التي تتناول الموضوع.
والاثنين، حاول موقع فيسبوك، عملاق التواصل الاجتماعي، أن يساهم في الدعوة للتلقيح وأيضا محاربة الأخبار الزائفة بشأن اللقاح، وأعلن مؤسس الموقع مارك زوكربيرغ إنه أطلق “حملة عالمية للمساعدة في تقريب 50 مليون شخص خطوة من الحصول على لقاحات Covid-19”.
وسيطلق الموقع امتدادا “يوضح متى وأين يمكن للشخص التطعيم، ورابطا لحجز موعد للتطعيم” كما إنه سينقل “مركز معلومات كوفيد” الذي زاره مليارا شخص بحسب زوكربيرغ للحصول على معلومات بشأن المرض، إلى موقع انستاغرام التابع لفيسبوك للوصول إلى ناس أكثر.
وسيطلق الموقع “روبوتات دردشة” على تطبيق واتسآب، تعمل لمساعدة السلطات الصحية على التسجيل للحصول على لقاحات.
وهكذا، مع أنه من الممكن الاستمرار بالجدل في أفضلية لقاح ما بالنسبة للاخرين، أو في وجود أعراض جانبية قد تكون مزعجة، فإن الحصول على لقاح هو أمر يتطلع إليه الكثيرون حول العالم، وأحدهم هو مارك زوكيربيرغ الذي قال إنه “يتطلع للحصول على اللقاح الخاص به”، لأن اللقاحات “آمنة وتعمل”.