إقليمي وعالمي

توتر بشرق ليبيا واستمرار الأزمة في طرابلس

تسيطر حالة من التوتر على شرق ليبيا، خاصة مدينة بنغازي، عقب بيان زعيم ما تسمى جماعة “أنصار الشريعة” التهديدي والذي أعلنت فيه أنه قد تأتي بعناصر “جهادية” من خارج ليبيا لقتال مناوئيها.

وقال السياسي الليبي جمعة عتيقة، نائب رئيس المؤتمر الوطني (البرلمان) السابق، إن: “تحركات هؤلاء المتشددين تظهر مدى ترويعهم للناس ومحاولتهم السيطرة على مدينة بنغازي”.

وكانت الولايات المتحدة الأميركية حذرت رعاياها من الذهاب إلى ليبيا وطالبت من فيها بالمغادرة فورا، وإن أشارت إلى استمرار عمل سفارتها في طرابلس وأنها لن تجلي دبلوماسييها من العاصمة الليبية حاليا.

لكن واشنطن أرسلت بارجة هجومية برمائية على متنها ألف جندي من مشاة البحرية “مارينز” قرب السواحل الليبية، لتكون على أهبة الاستعداد لإجلاء محتمل لطاقم السفارة الأميركية في طرابلس.

وكان  زعيم جماعة “أنصار الشريعة” في بنغازي حذر الولايات المتحدة من التدخل في أزمة البلاد، وهددها بأنها “ستواجه ما هو أسوأ من الصراعات التي خاضتها في الصومال أو العراق أو أفغانستان”.

مواجهة الإرهاب

ويقول عتيقة في تصريحاته إن “معركة الليبيين أصبحت واضحة الآن ضد الإرهاب”، ودعا كافة القوى الليبية إلى التوحد لمواجهة هذا الخطر، على حد وصفه

كما طالب القوى الدولية بتحمل مسؤوليتها “خاصة وأن ليبيا لاتزال تخضع للبفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة”، منتقدا أخطاء القوى الدولية التي ساعدت في الإطاحة بالنظام السابق لأنها لم تساعد الليبيين على بناء دولتهم المدنية.

وأضاف أن تلك القوى والدول “عليهم ألا يكتفوا بالتصريحات .. فهم يعرفون بأن الإرهاب تسلل إلى ليبيا”.

وفي الوقت الذي تواجه فيه بنغازي خطر الإرهاب، هناك جماعة مسلحة أخرى تعطل إنتاج النفط في شرق ليبيا لأسباب يرى عتيقة أنها “فئوية ومناكفات من أجل مصالح يراد منحها صبغة سياسية” تتعلق بطموحات إقليمية.

ونتيجة ذلك التعطيل على مدى نحو عام الآن تراجع إنتاج النفط الليبي من 1.4 مليون برميل يوميا إلى 160 ألف برميل يوميا فقط.

ونوه نائب رئيس البرلمان السابق إلى أنه “لا يوجد صراع سياسي حقيقي في ليبيا” وإنما كل ما يجري “مناكفات وعناد من أجل مصالح ضيقة وآنية”

“تجميد عمل المؤتمر الوطني”

ويرى عتيقة أن الحل الآن للخروج من المأزق ربما يكون في أن يجمد المؤتمر الوطني العام عمله وتعمل حكومة تصريف الأعمال ـ التي تمسكت بعناد بالاستمرار، حسب رأيه ـ على اجراء انتخابات عامة.

وطالب رئيس الوزراء المكلف، الذي منحه المؤتمر ثقته لتشكيل الحكومة، أحمد معيتيق بأن يقوم بخطوة “قد تكسبه مصداقية سياسية ومستقبلا سياسيا أفضل” هي الاعتذار عن الوزارة ويطلب اعفاءه من المهمة.

وتواصل العاصمة طرابلس الاحتفاظ بحكومتين، حكومة تصريف الأعمال وحكومة معيتيق المكلفة من البرلمان، وسط تردد البنك المركزي في إقرار ميزانية للحكومة الجديدة.

ويسعى المؤتمر الوطني لإقرار ميزانية بمقدار 58 مليار دينار ليبي لحكومة ربما لا تستمر أكثر من شهر مع الانتخابات المقررة نهاية يونيو.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى