قلم الإرادة

غلي

ليس خطأ مطبعي نعم عنوان المقال (غلي)، قبل أيام توفيت قطة آيا صوفيا الشهيرة اسمها  “غلي” حزن محبيها بعد تغيبها عن المسجد الكبير، حيث ولدت وعاشت في هذا المكان منذ 16 عاماً، وانتشرت صورة للقطة عند زيارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما لآيا صوفيا في 2009 وهو يمسح عليها. 

ونعاها والي اسطنبول علي يرلي قايا في تغريدة له عبر تويتر “وفاة ” قطة آيا صوفيا” الشهيرة بعد أن كانت تخضع للعلاج منذ 24 سبتمبر/ أيلول الماضي،  وقد فارقت الحياة لأسباب تتعلق بكبر سنها، وأضاف الوالي: “أشعر بالحزن لفقدان غلي، لن ننساكِ أبداً يا غلي”.

القطة من الكائنات التي تألف وتعيش علاقات مع البشر، وعلاقة حب وود وتبادل مشاعر بين الطرفين، عبد الرحمن بن صخر الدوسي الصحابي والمحدث والفقيه والحافظ وأكثر الصحابة رواية وحفظا للحديث النبوي، واشتهر بكنية أبو هريرة، وسبب التسمية قيل إنه وجد هرة برية فأخذها في كمه فكني بذلك، وقيل إنه كان يرعى غنماً لأهله فكانت له هريرة يلعب بها فكناه أهله بها.

وديننا الإسلامي الحنيف دين الرحمة والعطف والشفقة وليس الاستهانة والمحافظة على حقوق الحيوان، فمفهوم الإسلام للرفق بالحيوان متوازن الجمع بين منفعة الإنسان وبيت الرأفة والرحمة، مفهوم لا يسمح بالقسوة أو العبث كما لا يتجاهل احتياجات الإنسان المعيشية والغذائية، والقرآن الكريم في العديد من آياته مكانة الحيوان ومسخراً لخدمة الإنسان كما جاء في قوله تعالى: “وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ(٥)وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ(٦)وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَىٰ بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنفُسِ ۚ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ (7)

في سنة النبي الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام الكثير من الدروس والعبر والمواقف،  والحديث النبوي: (عُذّبت امرأة في هرة، سجنتها حتى ماتت، فدخلت فيها النار؛ لا هي أطعمتها، ولا سقتها إذ حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض).

أعمال قد يظن الفرد بأنها بسيطة ولكنها عظيمة وكبيرة عند رب العالمين والحديث: (الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء).

••

عبد العزيز الدويسان – كاتب في صحيفة الإرادة

Twitter: @aziz_alduwaisan

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى