وكالة “ناسا” تطلق مسبارا إلى المريخ لاكتشاف آثار حياة قديمة

في مهمة لاكتشاف آثار جراثيم قديمة وتحديد ما إذا عرف كوكب المريخ شكلا من أشكال الحياة، انطلق المسبار الأمريكي “برسفيرنس” باتجاه الكوكب الأحمر الخميس حيث من المتوقع أن يصل في 18 شباط/فبراير 2021 ليكون خامس مسبار أمريكي يحط على هذا الكوكب. وسيتم مواكبة هذه المهمة من قبل أكثر من 350 عالم من مجالات علمية مختلفة حيث من المرجح أن تستمر لسنتين على الأقل.
أطلقت وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” الخميس الروبوت المتنقل “برسفيرنس” باتجاه المريخ المصمم لاكتشاف آثار لجراثيم قديمة كان يعج بها الكوكب الأحمر على الأرجح قبل ثلاثة مليارات سنة.
وفي حال وصول المركبة من دون أضرار في 18 شباط/فبراير 2021 ستكون الخامسة التي تنجح في هذه الرحلة منذ العام 1997. وقال رئيس الناسا جيم برايندستاين بشأن هذه المهمة “هذا تحد، لا شك في ذلك. الأمر ليس بسهل وفرص النجاح دونها مخاطر. لكننا نعرف كيفية الهبوط على المريخ فقد سبق أن فعلنا ذلك ثماني مرات”.
ويشارك أكثر من 350 متخصصا في علم الجيولوجيا والجيولوجيا الكيميائية والأحياء الفلكية وفي الغلاف الجوي وعلماء آخرون، في المهمة التي تستمر سنتين على الأقل ويرجح أن تدوم أكثر من ذلك بكثير بحسب تجارب المسبارات الأخرى.
“هل كان هناك حياة على المريخ؟”
وتركز مهمة “برسفيرنس” الرئيسية على البحث عن آثار حياة سابقة على المريخ لكن العلماء يعتبرون أن لديهم أدلة جدية بأن هذا الكوكب كان قبل ثلاثة مليارات سنة أكثر دفئا وتجري فيه الكثير من الأنهر والبحيرات وهي مكونات أدت على الأرض أقله، إلى وجود جراثيم. لكن الكوكب الأحمر استحال بعد ذلك باردا وجافا لسبب لا يزال علماء الكواكب يجهلونه.
وفي سابقة من نوعها، سيقوم “برسفيرنس” بأخذ حوالي ثلاثين عينة من صخور المريخ ويضعها في أنابيب ستعيدها مهمة أمريكية أوروبية مقبلة إلى الأرض في 2031 على أقرب تقدير.
من جهته، أشار توماس زوربوكن كبير علماء الناسا أن التوصل إلى دليل قاطع بقيام الحياة في الماضي على المريخ لن يتم قبل تحليل هذه العينات في العقد المقبل.
فيما أوضح كين فارلي العالم المشارك في المشروع من جامعة كالتك “نحن نبحث على الأرجح عن شكل بدائي جدا للحياة وليس أشكالا متطورة مثل عظام أو متحجرات نبات”.
“مواصفات الروبوت”
وبني الروبوت الجديد في مختبرات “جيت بروبالشن لابوراتري” الشهيرة التابعة للناسا في باسادينا في ولاية كاليفورنيا وهو نسخة محسنة عن “كوريوسيتي”. فهو يتمتع بست عجلات أكثر متانة وبسرعة أكبر وذكاء محسن ويتمتع بخاصية القيادة الذاتية مسافة 200 متر يوميا.
ويبلع طوله ثلاثة أمتار ووزنه طنا ويتمتع بـ19 كاميرا وجهازي مايكروفون قد يسجلان أصواتا مريخية للمرة الأولى. وهو مجهز بذراع آلية طولها مترين. ويشحن بطارياته مولد يعمل بالبلوتونيوم.
وتهتم الناسا لاستكشاف الكواكب جوا لكن المركبات الجوالة تقطع عشرات الكيلومترات فقط خلال مدة تشغيلها وتواجه صعوبات مع كثبان الرمل والتضاريس الأخرى مع أن “برسفيرنس” قادر على “تسلق” عوائق ارتفاعها 40 سنتمترا.
“إطلاق مروحية على سطح المريخ”
وبعد وصول المركبة إلى المريخ ستحاول الناسا تشغيل المروحية “إنجينويتي” البالغ وزنها 1,8 كيلوغرام لتحلق في جو المريخ القليل الكثافة. وتهدف من ذلك إلى اثبات جدوى هذا المفعوم.
“أين سيهبط برسفيرنس؟”
وقررت الناسا الهبوط في فوهة جيزيرو التي تعود إلى 3,8 مليار سنة وبالتحديد في مكان يشبه كثيرا دلتا قديم.
وتتشكل الدلتا من رواسب أنهر. وقالت تانيا بوساك من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (أم آي تي) والعضو في فريق المهمة العلمي “الدلتا مكان رائع لحفظ مواد عضوية”.
وخلافا للأرض لا تتجدد قشرة المريخ جراء تحرك الطبقات التكتونية. فعلى الأرض من الصعب جدا إيجاد أراض لم تشهد تغييرات منذ ثلاثة مليارات سنة.
وقالت لوري غلايز مديرة برامج استكشاف الكواكب في الناسا “يحتفظ سطح المريخ بجيولوجيا معقدة ومتنوعة”. وتاريخ المريخ محفور على سطحه.
“الصين دخلت ضمن المنافسة على الكوكب الأحمر”
يذكر أن جميع المسبارات التي حطت حتى الآن على سطح المريخ هي مسبارات أمريكية. لكن الصين أطلقت مركبتها الأولى إلى المريخ الأسبوع الماضي ويتوقع أن تحط في أيار/مايو 2021. وقد تتواجد ثلاث مركبات على سطح المريخ العام المقبل مع المسبار الأمريكي “كوريوسيتي” الذي قطع مسافة 23 كيلومترا على الكوكب الأحمر منذ العام 2012.
كما سترسل الولايات المتحدة طائرة مسيرة أولى “دراغونفلاي” في العام 2026 إلى تيتان أكبر أقمار زحل.